أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

روشتة عاجلة.. هذا ما كان يفعله النبي واًصحابه عند ارتفاع الأسعار والغلاء!

بقلم | أنس محمد | الخميس 08 ديسمبر 2022 - 09:34 ص


حالة من الخوف والهلع أصابت المجتمع المصري نتيجة ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، قبل أيام من حلول شهر رمضان المعظم، ما أدى لحالة غير مسبوقة من ارتفاع الأسعار، أثرت بالسلب على الملايين، وتفاعل الكثير من رواد التواصل الاجتماعي معها.


وتناقل نشطاء بعض الأحاديث التي نسبت للنبي صلى الله عليه وسلم في غلاء الأسعار، فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ غَلا السِّعْرُ؛ فَسَعِّرْ لَنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الرَّازِقُ؛ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلِمَةٍ مِنْ دَمٍ وَلا مَالٍ».

ومعنى هذا الحديث لفت نظر الصحابة إلى نسبة الأفعال حقيقةً إلى الله تعالى، كما في قوله عز وجل: «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى» سورة الأنفال، فإنهم لَمّا اشتكَوْا للنبي صلى الله عليه وسلم غلاءَ السعر نبّههم على أن غلاء الأسعار ورخصها إنما هو بيد الله تعالى، وأرشدهم بذلك إلى التعلق بالله تعالى ودعائه.


اللجوء إلى الله في الأزمة


ينبه النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة اللجوء إلى الله، عند اشتداد الأزمة، وارتفاع الأسعار، وانتشار الغلاء، على اللجوء إلى الله تعالى في الأزمات، مع اتخاذ الأسباب الممكنة، والسبل المتاحة، يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: «قَضَايَا الأَحْوَالِ إذَا تَطَرَّقَ إلَيْهَا الاحْتِمَالُ كَسَاهَا ثَوْبَ الإِجْمَالِ وَسَقَطَ بِهَا الاسْتِدْلال»، فهذا الحديث لَمّا كان واردًا على قضية عين لم يصح حملُه على عمومه.

فالإسلام لم يتركنا فريسة لارتفاع الأسعار، بل وضع لنا حلولًاً لمواجهة الأزمة، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم حينما ضرب الغلاء الناس، فاشتكوا إليه، كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري: أن يهوديا قدمـ زمن النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين حمل شعير وتمر فَسَعَّر مُدًّا بمد النبي صلى الله عليه وسلم وليس في الناس يومئذ طعامٌ غَيْرُهُ، وكان قد أصاب الناس قبل ذلك جوع لا يجدون فيه طعاماً، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس يشكون إليه غلاء السعر فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "لا أَلْقَيَنَّ الله من قبلِ أن أُعْطِيَ أحداً من مال أحدٍ من غير طيب نفس إنما البيع عن تراضٍ، ولكن في بيوعكم خصالاً أَذْكُرُها لكم: لا تَضَاغَنُوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا يسوم الرجل على سوم أخيه، ولايبيعن حاضر لباد، والبيع عن تراض وكونوا عباد الله إخواناً".

فقد نهى النبي عن التسعير حتى لا تباع السلع بأقل من ثمنها فينتشر الفقر، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن احتكار السلع وتخزينها لبيعها بأكثر من ثمنها، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن أرخص السلع عن ثمنها الحقيقي يكون بذلك قد ظلم التجار، ولكن في المقابل أمر التجار أن يتقوا الله ويبروا ويصدقوا الناس بالبيع بألا يغلو عليهم السلع عن ثمنها أو يحتكرونها أو يمسكونها ليرتفع سعرها.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم للتجار: "يا معشر التجار، فرفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه. فقال: "إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبر وصدق".

كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم على خطر الاحتكار كسبب من أسباب الغلاء فقال: "من احتكر طعامًا أربعين ليلة فقد بري من اللَّه تعالى وبرئ اللَّه تعالى منه وأَيُّمَا أهل عَرْصَةٍ أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة اللَّه تعالى".


التكافل لرفع البلاء


ومن أسباب رفع البلاء وارتفاع الأسعار، في وقت الأزمات والغلاء، العمل على التكافل بين الناس، وأن يقدم الأغنياء يد العون للفقراء، ولا يبخلوا عليهم، وأن يؤدي الأغنياء حقهم من الزكاة والصدقات التي تعين الفقراء والمحتاجين على أعباء الحياة والغلاء، فتحمي المجتمع والناس من الفقر والحاجة، كما أن إخراج الزكاة والصدقات سببًا للبركة ونشر الحب والترابط بين أفراد المجتمع.

وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له".

فقد جعل الله سبحانه وتعالى للفقراء حقوقًا في أموال الأغنياء، وفي ذلك تكافلًا وتكاتفًا بين أبناء المجتمع، ونجن أحوج ما نكون لأن يدفع الأغنياء زكاة أموالهم وصدقاتهم للفقراء في أيام الغلاء وضيق العيش، وذلك تزكية لأموالهم التي لن تنقص.

و أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نقص مال من صدقة)، فالإنسان مستخلف في الأرض في كل ما يملك يقول تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾، وقد أمرنا سبحانه وتعالى أن يؤدي حق الفقراء في أموالنا يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾.

كما يجب الرقابة على الأسواق، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يراقب الأسواق بنفسه، وينهى عن الغش، واستمر على ذلك الخلفاء الراشدون، فقد مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحاطب بن أبي بلتعة، وهو يبيع زبيبًا له بالسوق، فقال له عمر بن الخطاب: إما أن تزيد في السعر، وإما أن ترفع من سوقنا".

وكان الصحابة إذا زادت الأسعار يرخصوا السلع باستبدالها بغيرها أو الامتناع عن شراءها، وحصل ذلك في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فورد أن الزبيب قد غلي في مكة فيقول الصحابة: غلا علينا الزبيب بمكة فكتبنا إلى على بن أبى طالب بالكوفة أن الزبيب قد غلا علينا، فكتب أن أرخصوه بالتمر"، أي استبدلوه بشراء التمر الذي كان متوفرًا في الحجاز وأسعاره رخيصة فيقل الطلب على الزبيب فيرخص. وإن لم يرخص فالتمر خير بديل.

وقيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم قد غلا؟ فقال: "أرخصوه"، أي لا تشتروه.

رسالة الشعراوي لمواجهة غلاء المعيشة 


كما دل الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي على وسائل مواجهة غلاء المعيشة، فقد انتشر فيديو مسجل قديم له يتحدث فيه عن سبل مواجهة الغلاء من خلال تجارب الخلفاء الراشدين وعلماء المسلمين.

وأضاف الشعراوي، أن الرزق ينبغي أن يُلازمه عمل، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا»، حيث إن الظروف الاقتصادية لا تهم، وإنما الفيصل هو الخروج والسعي للرزق بالعمل، ومن ثم يحصل عليه الشخص، بغض النظر عن الظروف والأحوال التي تمر بها البلاد، فهذه ثوابت لا ينبغي إغفالها.

وأضاف أن السماء لا تنزل لمستوى الأرض ولكن الأرض هي ما ينبغي أن ترقى لمستوى السماء، مستدلًا بقوله تعالى: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ» الآية 151 من سورة الأنعام، فالله تعالى لا ينزل إلينا، حيث إن المُشرع لا ينزل بمنهج السماء إلى الأرض.



الكلمات المفتاحية

التكافل لرفع البلاء رسالة الشعراوي لمواجهة غلاء المعيشة اللجوء إلى الله في الأزمات هذا ما كان يفعله النبي واًصحابه عند ارتفاع الأسعار والغلاء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled حالة من الخوف والهلع أصابت المجتمع المصري نتيجة ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، قبل أيام من حلول شهر رمضان المعظم، ما أدى لحالة غير مسبوقة من ا