قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين".. يعني ليّن جانبك، وأرفق بهم، أمره الله تبارك وتعالى بالتواضع، واللين، والرفق لفقراء المؤمنين، وغيرهم من المسلمين.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا، ومعه جبريل عليه السلام، إذ انشق أفق السماء، فأقبل جبريل يدنو من الأرض، ويدخل بعضه في بعض، ويتضاءل فإذا ملك قد مثل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إسرافيل عليه السلام، فقال: «السلام عليك يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، أنا رسول ربك إليك، أمرني أن أخيرك: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا».
فنظرت إلى جبريل عليه السلام كالمستشير، فأشار إلي جبريل بيده، إن تواضع، فقلت، «بل نبيا عبدا، يا عائشة لو قلت: نبيا ملكا، ثم شئت لسارت معي الجبال ذهبا».
قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يأكل متكئا ويقول: «آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد»
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاوكانت في رسول الله خصال ليست في الجبارين، كان لا يدعوه أحمر، ولا أسود، إلا أجابه، وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها، فيرمي بها إلى فيه، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة، وكان يركب الحمار عريا، ليس عليه شيء.
وعن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه.
وقالت عائشة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عقد عباءة بين كتفيه فلقيه أعرابي فقال: لم لبست هذا يا رسول الله؟ فقال: «ويحك، إنما لبست هذا لأقمع به الكِبْر».
وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم، فأدخله معه في القصعة، ثم قال له: "كل باسم الله، وثقة بالله، وتوكلا عليه".
وقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رَحْل رث وقطيفة تساوي أربعة دراهم، وقال: "اللهم حجة مبرورة، لا رياء فيها، ولا سمعة".
وكان يقود راحلته، ويمشي هنيهة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قبله من الأنبياء عليهم السلام يمشون على العصا، يتوكئون عليها، تواضعا لله عز وجل.
كما كان عليه السلام يركب الحمار، ويردف بعده، ويجيب دعوة المملوك.