مرحبًا بك يا عزيزتي..
أتفهم وأقدر كل ما تحدثت عنه تمامًا، فإشباع احتياجاتك حق لك، ولكل أنثى، والتعامل الصحي مع الاحتياجات النفسية والعاطفية يكون بالاعتراف بها لا انكارها أو دفنها، ومن ثم احترامها.
عزيزتي، خطوة "احترام" الاحتياجات هذه مهمة للغاية، فبدونها تعصف بنا احتياجاتنا، فالاحتياجات لا تكف عن الإلحاح للإشباع، وبدون الاحترام يتمهد السبيل للاشباع من أي مصادر مهما تكن غير مناسبة أو مؤذية.
لذا، فضحايا "الاحتياجات" يملؤن الأفق، نساءً ورجالًا.
ومهمتك هنا ومسئوليتك تجاه نفسك هو ألا تكوني إحداهن!
تزوجي ولكن اختاري الشريك "المناسب" لا "المتاح" بسبب ضغط الاحتياجات.
اتخاذ القرار خاصة "المصيري" كالزواج والطلاق لا يتخذه أي أحد بالنيابة عنّا ولو من خلال استشارة من متخصص، هو فقط-أي المتخصص- يفكر معنا، ويناقش، ويبصرنا بجوانب ربما تكون خافية حتى يمكننا اتخاذ القرار الذي يناسبنا وفق ظروفنا التي لا يعلمها أحد مثلنا، وهذا هو ما حاولت تقديمه لك، ففكري جيدًا لتتخذي قرارك المناسب لك.
وأخيرًا، أطفالك من يعيشون مع والدهم في أمان مادي، ومعنوي، لكنه لا يغني عن حضنك، ورعايتك، ومتابعتك لهم، واللقاء بهم، والمبيت معًا مرة كل أسبوع، وأوقات خلال الإجازة الصيفية وغيرها من إجازات، فعيش أولادك مع والدهم لا يعني أنهم "بلا أم"، فانتبهي جيدًا لهذه الجزئية، وإياك أن تفقدي كنزك، إياك أن تفقدي أمومتك، ويفتقدك أولادك وأنت على قيد الحياة.
وازني أمورك يا عزيزتي، واعتن بنفسك، وقدريها وأحبيها بلا شروط وبلا رجل، ولا تستمدي قيمتك، ووجودك من خلال أي رجل سواء تزوجت أو لا.
وبدون ذلك فأنت في خطر، وشباك الصيادين كثيرة، فاحذري.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.