أخبار

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟

الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. قصة عجيبة لرجل نجا من النار بسببها

5 أشياء حافظ عليها لإحياء ليلة الجمعة.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

تعرف على وقت ساعة الإجابة من يوم الجمعة

من صعوبة النوم إلى تساقط الشعر.. أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض

وجبة غداء يستغرق إعدادها 5 دقائق تخفض ضغط الدم وتحمي من أمراض القلب والسرطان

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

إذ كنت تشكو من قسوة قلبك .. 6طاعات تعينك علي الشعور بآلام الفقراء الضعفاء .. داوم عليها

بقلم | علي الكومي | الاحد 02 يوليو 2023 - 06:41 ص

قسوة القلب من الأمراض التي تصيب الإنسان وتجرده من أفضل ما يملكه من الرقة والرحمة والإحساس بأشقائه في الإنسانية خصوصا في الأوقات الصعبة وتعني بحسب كثير من الفقهاء وأهل العلم : صلابته وعدم رقّته وخشوعه أمام الله تعالى، قال المرحوم العلامة الطباطبائي: "القسيّ من القلوب ما لا يخشع لحقٍّ ولا يتأثّر برحمة".

ومن البديهي الإشارة إلي أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين قسوة القلب وبين البُعد عن الله والغفلة وعدم الالتفات إلى عظمته تعالى, لذا فقد وصف الله تعالى بني إسرائيل في كتابه بأنّهم ابتلوا بقسوة القلب نتيجة كفرهم ومعاصيهم وقيامهم بأعمال غير مرضية عنده تبارك تعالى, حيث يقول: "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"

ما هي قسوة القلب ؟

ومن المهم كذلك التأكيد علي أن هناك  أسبابا توجب هذا المرض الخطير، الَّذِي إذا ابتلي به العبد حصل على نتائج سلبية أقلّها الطرد من رحمة الله تبارك وتعالى، إِلَّا أَنَّ الكلام في هذه الموعظة فعلاً عن الأسباب التي تقود إِلَى هذه الخصلة المهلكة.

وليس هناك شك أن القسوة من الأخلاق السيئة، وهي تعني خلو القلب من أي رقة ولين، وامتلاءه بالفظاظة والغلظة، ولقد بين ربنا سبحانه وتعالى أن النبي ﷺ قد تحلى بالرحمة وتخلى عن قسوة القلب، فقال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، وقال سبحانه: "وَلَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".

ووهناك تداعيات لقسوة القلب قد تمتد للعلاقة مع الله سبحانه وتعالى حيث يبتعد الإنسان عن ذكر الله بسبب قسوة قلبه، وتكون القسوة كذلك مع خَلْق الله فقاسي القلب يرى المحتاج المتألم ولا يلين قلبه، ولا يتعاطف معه، ولا يمد له يد المساعدة. وقاسي القلب يعذب الناس، بل يعذب مخلوقات الله سبحانه وتعالى،


ومن مظاهر قسوة القلب إهمال الحيوان الذي يحتاج للرعاية والطعام باعتبارها  من القسوة المذمومة، وتعذيب الحيوان من أسباب دخول النار كما بيّن النبي ﷺ ذلك فقال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً" رواه البخاري ومسلم).

وأجمع الفقهاء علي العلاقة الوثيقة بين قساة القلب نسيان الله مصداقا لقوله تعالي " نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ" نسوا الله فخرجوا من دائرة محل نظره وهو عليمٌ بهم ؛ إنما هم خرجوا عن نظر الله الرحمن الرحيم وليس عن علمه، ولا عن قدرته، ولا عن إرادته، ولا عن حكمته، بل ولا عن هدايته "فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ" ، "وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً" القسوة الشدة الصلابة ليس فيها ليونة، والليونة علامة الحياة، والقسوة من الأشياء التي تصاحبها البرودة ؛ فالقلب القاسي قلبٌ بارد، والقلب الحي قلبٌ فيه حرارة.


طاعات تعينيك علي التخلص من قسوة القلب

وقد رصد أهل العلماء العديد من الوسائل والطاعات التي ينبغي الإكثار منها للتغلب علي قسوة القلب منها  الإكثار من ذكر الله يعمل الذكر على إدخال الفرح والسرور على القلب، واستشعار المسلم مراقبة الله -تعالى- له في كلّ أحواله، لأنّه يَذكره فلا ينساه، وإن عصاه أقبل عليه بالتوبة والاستغفار والإنابة، فينجو من العذاب، فبالذكر يغفر الله الذنوب ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات، وبه تحصل طمأنينة النفس وراحة القلب. وقد قال -تعالى-: "أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ".

ولا يغيب عنا التأكيد علي أنه كلما غفل القلب عن الله ازدادت قسوته، ومات القلب والجسد لازال حياً؛ كما قال الرسول الكريم: "مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ"

ومن الطاعات التي تساعدك علي التغلب علي قسوة القلب قراءة القرآن وتدبر آياته حيث أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده الاستماع إلى الآيات القرآنية وتدبّرها، وفهمها؛ ليحصل بها العبد على الأجر العظيم والفضل الكبير، ولتعود على المسلم بالنّفع في دنياه وآخرته، فيزداد إيمانه وتتنزل شآبيب الرحمة على قلبه فيغشاه الُّلطف واللين.


وهناك إجماع علي أن الإكثار من قراءة القرآن تفتح الباب  للالتزام  بأمر الله واجتناب نواهيه، والسير في طريق الخير والابتعاد عن طريق الشر، فالقلب هو أساس فعل الجوارح، والجبل إن أنّزل الله عليه كلامه يتصدّع من خشية الله، فكيف بحال قلب العبد.

في هذا السياق يحضر الاستغفار والتوبة كسبل للتغلب علي قسوة القلب حيث إن كثرة الاستغفار والتوبة المقرونة بعدم الإصرار على الذنب تجعل القلب ليناً مليئاً بنور الله، يعود إلى خالقه كلما أذنب، قال -تعالى-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ .

كما  روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله في الحديث القدسي فقال: "أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أنَّ له رَباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أنَّ له رَباً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ".

ذكر الموت والتخلص من قسوة القلب

كان من اللافت كذلك وجود الرحمة باليتامى والمساكين كوسيلة من وسائل التغلب عن قسوة القلب روى أبو هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنْ أردتَ أنْ يَلينَ قلبُكَ، فأطعِمْ المسكينَ، وامسحْ رأسَ اليتيمِ"

ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بذكر الموت وزيارة القبور إنّ كثرة ذكر الموت تدفع الإنسان إلى الإكثار من الطاعات التي تُلين القلب، كذلك زيارة أهل القبور، وتذكُّر حالهم، فالغفلة عن الموت سببٌ لقسوة القلب، فقد زار رسول الله قبر أمّه وبكى بكاءً حتى بكى الناس من حوله، ثم قال: "اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ".



الكلمات المفتاحية

قسوة القلب ما هي قسوة القلب قسوة القلب والشعور بالفقراء طاعات تعنيك علي تجنب القسوة قسوة القلب وزيارة القبور

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين قسوة القلب وبين البُعد عن الله والغفلة وعدم الالتفات إلى عظمته تعالى, لذا فقد وصف الله تعالى بني إسرائيل في كتابه بأنّهم ا