لا يمكن الاستهانة بأذية الناس وإيقاع الضرر بهم فهي محبطة للأجر جالبة لسخط الله تعالى، فما معنى أن تحذر من مسلم أن يؤذيك كيف هذا والإسلام يعني المسالمة والتعامل الرقي مع الجميع؟
الإسلام يحفظ الحقوق ويحرم الإيذاء:
لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من إيقاع الضرر بالغير لا سيما أقرباءك وجيرانك ومن لم حق عليك وكذا عموم المسلمين والناس أجمعين، وفي هذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم: "من آذى المسلمين في طرقِهم وجبت عليه لعنتُهم"، ولما قيل له: "يا رسول الله، إنّ فلانة تصلّي الليلَ وتصوم النّهار وتؤذي جيرانَها بلسانها، قال: "لا خيرَ فيها، هي في النّار".
تحريم إيذاء الجار:
وفي حق الجار قال صلى الله عليه وسلم: "واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ قال جارٌ لا يؤمنُ جارُهُ بوائقَهُ قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال شرُّهُ"، لقوله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. متفق عليه، وقال أيضا: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر، ثم أتاه الثانية: فقال: اذهب فاصبر، فقال في الثالثة أو الربعة: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه، فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره، فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه.
حرمة الإيذاء:
وحرمة الإيذاء لا تتوقف عند شخص بعينه بل عامة في جميع الناس إذ اصل أن يلجأ الناس ويحتمون بالمسلمين بل ويتشفعون لهم ويستنصرون بهم لأخذ حقوقهم ممن ظلمهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "عُرِضت عليّ أعمال أمّتي حسنُها وسيّئها، فوجدتُ في محاسن أعمالِها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النخاعة تكون في المسجد لا تُدفَن"(مسلم)، وعند مسلم أيضًا في باب فضل إزالة الأذى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرّ رجلٌ بغُصن شجرةٍ على ظهرِ طريقٍ فقال: والله، لأنحِّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِل الجنّة"(مسلم).
الإيذاء يأكل الحسنات:
ومن مخطر الإيذاء أنه يأكل الحسنات ودعوة المظلوم تصيب الظالم وتظل به حتى تهلكه ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واتّق دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب"(مسلم). فيا مَن تجرأت على أذية المسلمين بغير حق تُب وأقلع، كُفَّ عن أذية المسلمين قبل أن يُقضَى بينك وبينهم يومَ لا ينفع مال ولا بنون، فعن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتدرون ما المفلس؟"، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: "إنّ المفلسَ من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وقيام وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مالَ هذا وسفك دمَ هذا أو ضربَ هذا، فيُعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنِيت حسناته قبل أن يَقضيَ ما عليه أخِذ من خطاياهم فطُرحت عليه فطُرح في النّار"(مسلم).