أخبار

ما حدود عورة المرأة أمام النساء؟

أفضل وقت لتناول وجبة الإفطار.. يساعدك على إنقاص الوزن والعيش لفترة أطول

متى يكون الصداع علامة على مرض خطير؟

أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنة

ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟

العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟

حتى يؤتيك الله من فضله.. عليك بهذه الأمور

بشارات نبوية للأمة المحمدية.. هؤلاء يدخلون الجنة بلا حساب

خزائن الله لاتنفد.. لماذا يعاني البشر من التعاسة رغم التقدم العلمي؟ (الشعراوي يجيب)

10طاعات تؤمن لك الوصول لمعية الله .. ليس كمثلها معية

معيار اللذة الحقيقي.. هل تنتهي بنهايتها أم هي متعة أخرى؟

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 27 اغسطس 2024 - 02:04 م

تعرف اللذة بمقدار وقتها ومقدار ما تستمتع به من حال وحدث، ولكنها تنتهي بزوال وقتها، أي أنه بمجرد أن تنتهي اللذة تنتهي معها السعادة، فلو أن رجلا كان يشتهي طعاما وأكله فحينما يأكله يكون سعيدا، ولكنه حينما يشبع تنتهي سعادته، وفي مثال أخر، لو أن رجلاً يشتهي النساء وقام بجماع إحداهن، والعياذ بالله في الحرام، فقد يكون سعيدا أثناء ممارسته للجنس، ولكنه بعد انتهاء لذته يتبقى له الحسرة والندم على المعصية.

معيار اللذة الحقيقية



على الناحية الأخرى، وبشكل مختلف، تمر على الصائم الثواني والدقائق والساعات ، مستجيباً لأمر الله بالصيام حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [ البقرة : 183 ] ، راضياً بفريضة الصوم عليه ، وصابراً محتسباً للثواب ، منتظراً لحظة الغروب، وسماع الأذان، وهو على مائدة الإفطار، فإذا به مع انطلاق الآذان يشعر بالفرح والسرور، وتشوبه سعادة تخالج نفسه، وفرحة تغامر قلبه، وذلك عند فطره.

وليس ذلك لمجرد انتهاء حالة الجوع والعطش التي كان عليها أثناء صومه، أو لسعادته بأنه يتناول إفطاره، ولكن تمتد هذه السعادة لشعور بأداء ما عليه تجاه ربه عز وجل، ونيل أجر الصائمين.

فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أنَ النبي صلى الله عليه وسلم قال : للصائم فرحتان : فرحة حين يفطر ، وفرحة حين يلقى ربه .
وفى رواية : وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه .

إذا اللذة الحقيقية، هي لذة الخواتيم، والعبرة تعرف بالخواتيم، فحين تكد وتعمل ثم تنجح في عملك وتصل إلى هدفك تكن سعادتك الحقيقية، وحينما تجتهد في دروسك وتذاكر وتتحمل ثم تجد في نهاية الأمر النجاح والتفوق في انتظارك تتحقق سعادتك الحقيقية.


ماذا يجد طالب الدنيا؟


رَوَى الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال (عَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبهُ وَعَجِبْتُ لِغَافِلٍ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وَعَجِبْتُ لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ وَلا يَدْرِي أَرُضِيَ عَنْهُ أَمْ سُخِطَ).

يحذر النبي صلى الله عليه وسلم، مِنْ طَلَبِ الدُّنْيَا مَعَ الْغَفْلَةِ عَنِ الاشْتِغَالِ لأَمْرِ الآخِرَةِ وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يَنْبَغي أَنْ يَشْتَغِلَ بِطَاعَةِ اللهِ وَيَكُونَ بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ، يَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ وَيَخَافُ عِقَابَهُ، فَمَنِ اشْتَغَلَ بِطَاعَةِ اللهِ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ غِنًى مَعْنَوِيًّا وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا مِنْ حَيْثُ الْمَالُ.

يقول الحسن البصري، (مِسْكِينٌ أَيُّهَا الإنْسَانُ مَحْتُومُ الأَجَلِ مَكْتُومُ الأَمَلِ مَسْتُورُ الْعِلَلِ تَتَكَلَّمُ بِلَحْمٍ وَتَنْظُرُ بِشَحْمٍ و تَسْمَعُ بِعَظْمٍ، أَسِيرُ جُوعِكَ صَرِيعُ شِبَعِكَ، تُؤذِيكَ الْبَقَّةُ وَتُنْتِنُكَ الْعَرْقَةُ وَتَقْتُلُكَ الشَّرقَةُ، وَلا تَمْلِكُ لِنَفْسِكَ نَفْعًا وَلا ضَرًّا وَلا مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا).

يضيف الحسن البصري (دِرْهَمٌ مِنْ حلالٍ وَأخٌ في اللهِ وجَنَّبَكَ اللهُ الأَمَرَّيْنِ وَوَقَاكَ شَرَّ الأجْوَفَيْنِ) فَخَيْرٌ لِلإنْسَانِ أَنْ يَقْنَعَ بِالْحَلالِ وَإِنْ قَلَّ لأَنَّ الْحَرَامَ عَاقِبَتُهُ وَخِيمَةٌ .

وَالأَمَرَّانِ هُمَا الْفَقْرُ وَالْهَرَمُ.
والأجْوَفَانِ هُمَا الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ.

لذلك ينبغي على الإنسان أن يتوب توبة نصوحا من اللذة المحرمة، فاللذة وإن طالت في الدنيا هي فقط ساعات أو دقائق أو أقل تمضي على كل واحدٍ مِنّا ثم ينتهي به الأمرُ إلى القَبر، والذَّكِيّ هو الذي يُحاسِبُ نفسَهُ في هذه الدنيا قبل أن يُحاسَبَ في الآخرَة، فالغفلَة لا تنفَع و متاعُ الدنيا قليل.

فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَزُولُ قَدِمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ).

قالَ اللهُ تعالى: (قُلْ مَتاعُ ﺍﻟﺪُّﻧﻴﺎ قَليلٌ والآخِرةُ خَيرٌ لمن اتّقَى) سورة النّساءِ 77، فمَهما جمعَ الإنسَانُ مِنَ المالِ وتَنعّمَ بأنواعِ الملَذّاتِ والمُشتَهَياتِ لا بُدَّ لهُ أنْ يُفارقَ ذلكَ بالموتِ

واجعل قارون عبرة لك فقد خسَفَ اللهُ بهِ وبدارِه الأرضَ والذّهَبَ الكثيرَ الذي كانَ جمَعَه، وكانَ قَدْرُ ذهَبِه ما لا يُوجَدُ اليومَ عند دَول كثيرة، وكذلكَ ما جَرى لشَدّادِ بنِ عَادٍ الذي حَكمَ ﺍﻟﺪُّﻧﻴﺎ وكانَ تحتَ يدِه مِائتانِ وسِتّونَ مَلِكًا وكانَ على الكفر، وأرادَ أنْ يَبني مدينةً أوصَافُها كما سمعهُ مِن أوصافِ الجنّةِ فجَمعَ الذّهَب والجواهرَ مِنَ ﺍﻟﺪُّﻧﻴﺎ وبَنى في ثلاثمِائةِ سَنةٍ مدينةً شبَّهها بالجنّةِ ثم دمّرَهُ اللهُ تعالى وقومَه قبلَ أنْ يَدخُلَها وكانَ عمرُهُ تِسعمائةِ سنةٍ.

الكلمات المفتاحية

معيار اللذة الحقيقية أجر الصيام يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تعرف اللذة بمقدار وقتها ومقدار ما تستمتع به من حال وحدث، ولكنها تنتهي بزوال وقتها، أي أنه بمجرد أن تنتهي اللذة تنتهي معها السعادة، فلو أن رجلا كان يشت