رمضان هو شهر الدعاء والتمني من الله عز وجل، فلا ينفك أحدنا أن يرفع يده إلى السماء ويطلب ما يريد كل يوم، وفي كل صلاة، بل تراه على يقين تام بأن الله سيستجيب، ذلك أنه شهر الصيام والقرآن، وبه أفضال لا تعد ولا تحصى، لكن من أغرب ما يسأل عنه في هذا الشهر الكريم، هو أن يتمنى أحدهم من الله عز وجل الموت في رمضان.. فهل هذا يجوز؟.
الأصل أن يدعو الإنسان، ربه بحسن الخاتمة، وليس بالموت كموت، مهما كان الوقت، إذ لم ينقل عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، تمني الموت أبدًا، إلا أنه قد ورد هذا الدعاء في حديث سيدنا أنسٍ رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي»، إذن على المرء أن يرضى بما قسمه الله له، وإلا فقد يحسب من اليائسين من رحمات الله ولعياذ بالله.
رمضان والموت
المسلمون في عموم الدنيا يرون أن الموت في رمضان علامة شديدة وقوية جدً على حسن الخاتمة، لذلك ترى البعض يتمنى الموت في هذا الشهر الكريم، ولكن ربما بالفعل موت أحدنا في رمضان دلالة على تقواه وحسن خاتمته، ولكن قد يكون موت آخر ليس له علاقة بذلك، فكلها أيام الله، فالأهم حسن الخاتمة والموت على اليقين في الله هو الأهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيال هذا الأمر: «لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بم يختم له، فإن العامل يعمل زمانا من دهره بعمل صالح لو مات دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئًا؛ وإن العبد ليعمل زمانا من دهره بعمل سيئ لو مات دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملا صالحًا؛ وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته، أي يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه»، إذن الأهم هو على ماذا مات، وليس في أي وقت مات؟.
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعمن مات صائمًا
من مات صائمًا، فهو ذو فضل عظيم، وعلى درجة عالية، طالما كان صيامه لله تعالى، ولم يرفث ولم يفسق ولم يغتب احدًا.
فقد ورد في فضل من مات صائما قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»، إذن الصيام أحد أهم علامات حسن الخاتمة، ولكن إياك أن تكون صائمًا على الأكل والشراب فقط، فإن ذلك ليس له علاقة بالصوم الذي يريده الله ورسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم، وإنما صيام عن الشهوة والنميمة والغيبة وسيرة الناس وكل ما حرم الله عز وجل.