أخبار

أجهضت جنينها دون علم زوجها قبل أربعين يوما.. ما الحكم؟

إذا كنت تتعافى من أزمة قلبية؟.. هذا ما يجب عليك تجنّبه

هل تستيقظ مبكرًا ؟.. عرض "خفي" يتسبب في الإصابة بهذه الأمراض

سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنة

قاله "يوسف"في الجب.. دعاء تقوله عند النوائب والشدائد

يوسف سجينًا.. يوسف وزيرًا.. الأخلاق لا تتبدل

لماذ يمكن أن يضيق الله تبارك وتعالى عليك الدنيا؟‬.. د. عمرو خالد يجيب

أقوام أهلكهم الله بالعذاب بسبب المعصية ومع ذلك نقلد أفعالهم؟!

6أخطاء يجب تحنبها عند شراء الأضحية .. التزم بالمواصفات

محمد بن علي بن أبي طالب .. بطل معركة صفين ومعتزل الفتن .. ولهذا السبب لقب بابن الحنفية

لماذا يوسع الله الرزق للبعض ويضيقه على البعض الآخر؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الخميس 13 فبراير 2025 - 01:45 م

{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى: 27].


يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


هذه الآية تقرر طبيعة في النفس الإنسانية، كما قال سبحانه في موضع آخر: { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } [العلق: 6-7] لأن الرزق عندما يكون مبسوطاً ميسَّراً لا يشغل المرء به ولا بالحركة من أجله، فلا يكد ولا يتعب ويتفرغ لأمور أخرى تشغله ومنها البغي.

المال قد يكون مفسدة للبعض


لذلك لما تحدّث القرآن عن قارون، وهو أوضح مثال للغَني الطاغي، قال سبحانه: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ.. } [القصص: 76] إذن: النعمة والثراء قد يدعوان الإنسان إلى الطغيان والبغي بغير الحق، وبسطة الرزق تعني سعته وتيسير سُبُله، وهي في هذه الحالة نوع من الابتلاء.

وقوله: { وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } [الشورى: 27] أي: يسوق الرزق بقدر معين وبحساب على مقتضى علمه سبحانه وحكمته في تدبير شئون خلقه، فيعطيهم بحساب بحيث لا يصل العبد إلى مرحلة الطغيان والبغي، وهو سبحانه أعلم بطباع عباده وأعلم بما يصلحهم، لذلك ورد في الحديث القدسي: " إن من عبادي مَنْ إذا أغنيته لفسد حاله، ومنهم إذا أفقرته لصلح حاله ".

وقد اهتم الإسلام بالجانب الاقتصادي في حركة الحياة وفرضَ الزكاة من أجل استطراق الخير في المجتمع، وعلَّمنا أن نُفرِّق بين الفقر عن عجز واحتياج، والفقر عن حرفة وخداع، فمَنْ يتخذ الفقر حرفة ليس له نصيب، ولا يصح أنْ تعينه على التكاسل والقعود عن العمل.

أما العاجز فمستحق، لأنه غير قادر على الكسب، لذلك جعل الله له جزءاً في مال القادر يصل إليه، وهو مُعزَّز لا يريق ماء وجهه للقمة العيش، بل يحفظ له الحقُّ سبحانه كرامته، ويجعلك أنت أيها الغني القادر تذهب إليه وتطرق عليه بابه وتعطيه ليعلم أن الله حين سلبه قدرته سَخَّر له قدرات الآخرين.

كذلك مثلاً في فريضة الحج ترى غير المستطيع حزيناً لأنه لم يحج، والواقع أنه أحظُّ عند الله من المستطيع الذي يحج؛ لأن المستطيع قد يؤدي ولا يقبل منه، أما غير المستطيع فقد سقط عنه الفرض أصلاً. ويقولون: إن نسبة تسعين بالمائة من الناس لم يروا البيت يعني لم يطوفوا به، فهل يعني هذا أن الله يحرمهم رؤيته؟ لا بل لهم منه نصيب كما قيل: " من الناس مَنْ يطوف بالبيت، ومن الناس مَنْ يطوف بهم البيت ".

اقرأ أيضا:

أقوام أهلكهم الله بالعذاب بسبب المعصية ومع ذلك نقلد أفعالهم؟!

قانون التداول بين الناس


ثم إن حالة الفقر هذه أو العجز لا تدوم مداولة بين الناس، كما قال سبحانه: { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ.. } [آل عمران: 140].

وسبق أنْ بيَّنا أن الفقر في المجتمع له حكمة، لأن حركة المجتمع ومصالح الناس لا يمكن أنْ تقوم على التفضُّل، إنما تقوم على الحاجة، فحين تُلجئك الحاجة تعمل ولا تستنكف من العمل الشاق أو الحقير، وإلا فمَنْ سيقوم بهذه الأعمال.

ورأينا العامل حين يرضى بقدر الله فيه ويخلص في عمله يقول الله له: رضيتَ بقدري فسأعطيك على قدري. فتراه بعد فترة أصبح صاحب عمل بعد أنْ كان أجيراً، لأنه أخلص لصاحب العمل ولم يحقد عليه، ولم يكره النعمة عنده.

إذن: الحق سبحانه لا يضيق الرزق ولا يعطي بقدر إلا في مظنة الضرر، فمَنْ علم الله منه أنَّ بسطة الرزق تفسده يُضيِّق عليه منافذ الرزق ليصلحه بالفقر.


الكلمات المفتاحية

وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ الشيخ محمد متولي الشعراوي لماذا يوسع الله الرزق للبعض ويضيقه على البعض الآخر؟ قانون التداول بين الناس المال قد يكون مفسدة للبعض

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [