مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، وأقدر مشاعرك، وألمك.
توقفت كثيرًا عند سؤالك "كيف أحمي نفسي من نفسي؟"، وحزنت كثيرًا أيضًا من أجل هذا.
أتفهم سبب سؤالك هذا، الذي على قسوته، حقيقي، فنفسك تحتاج منك إلى حب وعناية ورعاية وتقدير واهتمام وقبول واحترام، فأين أنت منها؟!
فأغلبنا يظن أننا يجب أن نقترب من الآخرين ونفهمهم ونرضيهم ونلبي احتياجاتهم، خاصة للو كنا مرتبطين معهم في علاقة عاطفية كالزواج، ونبخس حق أنفسنا علينا في أن نفعل معها هذا قبل أي أحد أولًا.
نعم، أول شخص ينبغي أن نكون على علاقة جيدة وصحية معه أولًا هو أنفسنا، فأين أنت من نفسك في هذا؟!
نعتقد خطأ أنه يجب على الآخرين أن يفعلوا هذا لنا، والحقيقة أننا ما لم نفعله نحن تجاه أنفسنا أولًا فلن يفعله لنا أحد.
اقتربي من ذاتك، وتعرفي على احتياجاتك، ومميزاتك، وعيوبك، واقبلي نفسك، وتلامسي مع مشاعرك وتعلمي كيف تميزينها، وكيف تتعاملين معها على اختلافها وتنوعها.
احرصي على أن تكوني نفسك، فلا تتغيري من أجل أحد، وتزيفي نفسك، فتفقدين اتزانك النفسي، في اللحظة التي تعيشين فيها مع نفس لا ترضيك ولا تشبهك وإنما تشبه آخرين.
عزيزتي، من حق نفسك عليك أن تفعلي ما سبق، وألا تقارنيها بأحد، ولا تصدقي في تقييم أحد لها أو تصوره عنها، وإنما صدقي فيها كما هي بعيدًا عن تقييمات وتصورات الآخرين.
عندما تشعرين بالاستحقاق، والقبول، والتقدير لذات، لن تسمحي بوقوع أذى عليها من أي شخص، ستصبح "غالية" عندك، وستخافين عليها، وسيختفى القهر والانسحاق وكل ما ذكرت بمجرد هذه الإفاقة، لأنك ببساطة من سمحت به سابقًا، ولن تسمحي به الآن.
وأخيرًا، عندما تحبي نفسك وتقبلينها هكذا يا عزيزتي ستحمينها وتحميك، ولن تكوني محتاجة أبدًا لاعتبارها عدوًا تحتمين منه.
هيا يا عزيزتي سارعي لإنقاذ نفسك، ولو عجزت عن فعل هذا وحدك فيمكنك التواصل مع معالجة نفسية، فنفسك تنظرك، ولن يحميها غيرك، فأصحلي علاقتك معها، وبعدها يمكنك الالتفاف لاصلاح علاقتك الزوجية المشوهة والمؤذية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.