مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لملاحظتك ابنتك، واهتمامك، ووعيك النفسي.
لاشك أن المراهق سواء كان ذكر أو أنثى يمر بتقلبات هرمونية ومزاجية كثيرة، تحتاج إلى تفهم من الأهل، خاصة الوالدين.
ما يمكنك فعله مع ابنتك هو إشباع احتياجاتها النفسية، بالقرب منها، والتلامس الجسدي بالاحتضان وغيره من لغات الحب، وتحديد ما تفضله ابنتك من هذه اللغات، والتركيز على حميمية العلاقة بينكم في الحديث والألفاظ والطريقة التي يتم بها الحوار، والتلامس الجسدي.
لابد أن تشعر ابنتك بالاطمئنان، والأمان، فلا تخاف منك، بل تكوني ملاذًا لها، وأن يكون بينكم احترامًا متبادلًا، وتواصلًا فعالًا وجيدًا.
أنصتي لها عندما تتحدث، وليكن سماعك أكثر من الكلام، وأشبعيها حبًا وقبولًا غير مشروط، ووصلي هذا لوالدها أيضًا ليفعله.
من المهم الإطراء على جمالها، وشكلها، وانجازتها مهما صغرت، والحذر من التنمر، أو السخرية، أو التقليل منها، والمساهمة في تدني صورتها الذاتية عن نفسها.
أنت محتاجة للتثقيف التربوي يا عزيزتي، ولا أعني به أن تكدسي في عقلك المعلومات التربوية، وإنما معرفة خطورة وأهمية العلاقة الوالدية الصحية، وكيف تكون، وما آثار غيابها، وما الذي تقدمونه جيدًا وما الذي تحتاجون كوالدين علاجه في تعاملكم، وعلاقتكم بابنتكم، فعدم ادراك أن اشباع الاحتياجات النفسية خطير ومؤثر على تشوه شخصية الأبناء والبنات، يؤدي إلى عواقب وخيمة.
حجر الأساس في حل المشكلة يا عزيزتي هو "أنت" بتعلم وممارسة علاقة والدية صحية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.