روى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، إذن فإن العلماء على سائر الناس كفضل الشمس على سائر المخلوقات، فهم أصحاب النور الذي يبين الحقائق على علاتها، ويمنع وقوع الناس في المحظور.
لكن إذا أراد الإنسان أن يكون عالمًا عليه أولا أن يتعلم، وأن يستمع للعلم والعلماء، وألا يعلو أو يتكبر عليهم، فقد قيل للإمام أبي حنيفة رحمه الله: بم بلغت ما بلغت؟ قال : «ما بخلت بالإفادة وما استنكفت عن الاستفادة»، فإذا كان أبي حنيفة -وهو من هو- لا يستنكف عن التعلم فما بالنا نحن!.
فضل العلم
لطلب العلم أهمية لا يدري بها ولا يعلمها إلا من مر بها، فالعلم هو النور الذي يمنع عنك الوقوع أو السقوط في المحظور، فهو يبين لك الفرق بين الحلال والحرام والمشتبهات بينهما بشكل واضح وجلي، ولذلك فإن طلب العلم الشرعي، وحضور مجالسه من أفضل الأعمال.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»، وجاء في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله تعالى، عنه أنه كان يقول: سمعت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، يقول: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ».
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعاطلب العلم ولو في الصين
تعلم واطلب العلم ولو في الصين كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلا حرج في ذلك، وإنما الخطأ كل الخطأ في عدم التعلم، ذلك أن الفرق بين المتعلم والجاهل كالفرق بين النور والظلام، لذا فقد أمر الله النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بأن يدعوه ويطلب الزيادة من العلم، فقال تعالى: « وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا » (طه: 114).
وذكر بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم ما أُمر بطلب الزيادة من شيء سوى العلم، وعلق النبي صلى الله عليه وسلم الخيرية على العلم والفقه في الدين، فقال: «مَن يرد الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين، وإنما أنا قاسمٌ، والله يعطي»، كما جعل صلى الله عليه وسلم تمني العلم والتنافس فيه أمرًا شرعيًا، فقال «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسُلِّط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها».