مجاهدة النفس من أعظم العبادات، وترويضها يحتاج إلى صبر طويل، وقد ذكر أحد العارفين عن مجاهدته لنفسه فقال: جاهدت نفسي ثلاثين سنة وهي تبكي.. ثم قدتها إلى الله وهي تضحك".
قالوا فأوجزوا:
1-يروى أن المسيح عليه السلام قال: أمر لا تعلم متى يغشاك، ينبغي أن تستعد له قبل أن يفجأك.
2- وقيل لبعض الحكماء: أي شيء أنفع الأشياء؟ قال: الاعتدال. قيل: وما الاعتدال؟ قال: هو الشيء الذي الزيادة فيه والنقص منه ضرر.
3- وقيل لأرسطو طاليس: ما الفلسفة؟ قال: فقر وصبر، وعفاف وكفاف، وهمة وفكرة.
4- وقيل لسقراط: بم فضلت أهل زمانك؟ قال: لأن غرضي في الأكل الحياة، وغرضهم في الحياة أن يأكلوا.
5- وقيل له أيضا: ما أتعب فلانا بخضاب لحيته؟ فقال: لخوف المطالبة بالحكمة، ولا تطلب إلا من المشايخ.
6- وقال بقراط الحكيم: أعظم آفة الحيوان الصامت من صمته، وأعظم آفة الحيوان الناطق من نطقه.
7- وقيل للطبيب جالينوس: بم فقت أصحابك في علم الطب؟ فقال: لأني أنفقت في زيت السراج لدرس الكتب مثل ما أنفقوا في شرب الخمر.
7- وكتب فيلسوف إلى طبيب: صناعتي أقرب الصناعات من صناعتك؛ لأنك تصلح الأبدان وأنا أصلح النفوس.
8- وقيل لفيلسوف: أين بلغت بك الحكمة؟ قال: إلى الوقوف على القصور عنها.
9- وقال كسرى أنوشروان لوزيره بزر جمهر: من أدبك؟ قال: قريحتي، نظرت إلى ما استحسنت من غيري فاستعملته، وما استقبحته اجتنبته، ولقد تفقدت من كل شيء محاسنه، فأخذت من الكلب محافظته، ومن القرد مساعدته، ومن الحمار صبره، ومن الغراب بكوره، ومن القط لطافة المسألة عند الطعام.
10- وقيل لرجل من الحكماء: لمن أنت أرحم؟ قال: لعالم جاز عليه حكم جاهل.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟11- وقيل له: متى يكون البليغ عييا، والعي بليغا؟ فقال: إذا وصف حبيبا، وإذا احتجّ البليغ على محبوب.
12- وقيل للإسكندر: رأيناك تعظم معلمك، أكثر من تعظيمك لأبيك؟ فقال: لأن أبي سبب موتى، ومعلمي سبب حياتي.
13- ونظر حكيم إلى قوم يرمون ولا يصيبون ويسبون الرمى، فجلس في الهدف إلى الغرض، فقيل له: جلست هناك! قال: لأني لم أر موضعا أوقى من هذا.
14- وقيل لبعض الحكماء: متى أثرت فيك الحكمة؟ قال: مذ بدا لي عيب نفسي.
15- ورأى أفلاطون رجلا معجبا بنفسه، فقال: وددت أن أعدائي مثلك في الحقيقة، وأنا مثلك في ظنك.
16- وكان رجل مصورا فترك التصوير وتتطبب، فقيل له في ذلك، فقال: الخطأ في التصوير تدركه العيون، وخطأ الطبيب تواريه القبور.
17- وسعى إلى الإسكندر بعض رجاله برجل من أصحابه فقال له: أتحب أن أقبل قولك فيه، على أن أقبل قوله فيك؟ قال: لا. قال: فكف إذا عن الشر ليكف الشر عنك.
18- وقال الإسكندر لجلسائه: ينبغي للرجل أن يستحي من أن يأتي قبيحا في منزله من أهله؛ وفي غير منزله ممن يلقاه.
19- وأتى الإسكندر يوما جاسوس يخبره عن عسكر دارا الفارسي، وأخبره أن فيه خلقا كثيرا، فقال له: إن الذئب وإن كان واحدا لا تهوله كثرة الغنم.