الإفطار في رمضان من أسوأ السلوكيات التي قد ينتهجها البعض، وقد زادت مؤخرًا للأسف تحت دعاوى كثير، تفتقد لحسن التدبر والتفكر في فضل الصيام، فرمضان هو شهر الرحمة وشهر الطاعات والعبادات، قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ( البقرة: 183).
لكن على الرغم من هذا الخطأ الكبير الذي يقع فيه المفطرون، إلا أن لهم رحمات من الله عز وجل، إن تابوا وأنابوا وعادوا إلى رشدهم، إذ خصص الله عز وجل مراحل للتوبة، ولتدابر ما فات، فيا من أفطرت في رمضان يومًا، وتصورت أن توبتك ميئوس منها، اعلم يقينًا أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك، وبالتالي فعليك التوبة إلى الله والندم، وعليك قضاء الأيام التي تركتها، وعليك إطعام مسكين عن كل يوم.
كفارة الإفطار
هناك من يفطر في رمضان دون عذر وهو أمر منكر محرم، هذا إذا كان إفطارك بدون جِماع، أما إذا كان بعضه بجماع فعليك الكفارة، عليك قضاء اليوم والتوبة والكفارة.. وكفارة الوطء في رمضان هي عتق رقبة مؤمنة فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فتطعم ستين مسكينًا، هذا إذا كان الإفطار بالجماع، أما إذا كان بالأكل والشرب فليس فيه إلا قضاء الأيام مع إطعام مسكين عن كل يوم.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هلكت يا رسول الله! قال: «وَمَا أَهْلَكَكَ؟» قال: وقعت على امرأتي في رمضان -أي جامعتها-، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟» قال: لا. قال: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قال: لا. قال: «فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قال: لا. قال: ثم جلس فَأُتِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم بِعَرَقٍ -إناء- فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ: «تَصَدَّقْ بِهَذَا». قال: أَفْقَرَ مِنَّا؟! فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا».
اظهار أخبار متعلقة
القضاء والفدية
بالتأكيد هناك فرق كبير بين القضاء والكفارة والفدية بالنسبة لمن أفطر في رمضان، القضاء هو صيام الأيام التي أفطرها المكلف ذكرًا كان أو أنثى بعد انقضاء رمضان، وهو واجب في حق كل من أفطر في رمضان بعذر أو بغير عذر، إذ يقضي المفطر أيامًا بعدد الأيام التي أفطرها، ويجوز أن يقضي يوم شتاء عن يوم صيف، ويجوز عكسه، بأن يقضي يوم صيف عن يوم شتاء، وعلى المكلف أن يسارع إلى قضاء ما فاته من أيام رمضان قبل دخول رمضان آخر.
أما الفدية فهي ما يجب على المسلم المكلف الذي شق عليه الصيام بأن مرض مرضا لا يُرجى شفاؤه فأفطر، وكذلك العجوز كبير السن الذي يعجز عن الصيام وعليه فدية طعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي يفطرها من رمضان، وقد حددت دار الإفتاء المصرية قيمة فدية الصيام لمن لا يستطيع الصوم بقية حياته بالحد الأدنى 10 جنيهات عن اليوم الواحد.