أكد الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد على ضرورة تحري ليلة القدر أغلى ليالي العام في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وإن كانت أرجى في الليالي الوترية ، وحيث أن الليلة هي الليلة الوترية الثانية تتبقى ثلاث ليالي وترية أخرى وانه ينبغي أن يركز المسلم على أكثر من فرصة لإدراك ليلة القدر وليس ليلة واحدة.
وتحدث الدكتور عمرو خالد في بث مباشر منذ قليل على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتمايي فيس بوك عن السر العجيب في ليلة القدر الذي يجعلنا نترقبها ونتحراها وامسك فيها بقوة، وقال: سر ليلة القدر أن الله يعطيك في ليلة واحدة ما لم يعطيك في عمرك كله لأن"ليلة القدر خيرر من ألف شهر" فهي لا تساوي ألف شهر ولكنها خير من ألف شهر..يا ترى هل هذه الليلة هي ليلة القدر؟..يا ترى فيه ناس غافلة ولا تدري بشأن هذه الليلة؟..يا ترى فيه ناس غير معظمة قيمة البحث عن هذه الليلة وتحريها في الخمس ليالي الأخيرة؟.. ليلة القدر أبرك من عمرك كله، فأنت إذا وضعت عمرك كله في كفك وهذه الليلة في كفة فإن هذه الليلة ترجح لأن عطاء الله لك في هذه الليلة يفوق عطائه لك في عمرك كله، بل كل بركة وفتوحات عمرك كله يمكن أن تتحقق في هذه الليلة.. وكل الرزق وكل العطايا وكل الرحمات تتنزل في هذه الليلة.
وأضاف الداعية الإسلامي: هذه الليلة ليلة مفترق طرق وليلة تغير مجرى حياتك، فلا تستهين بها أبدا ، تخيل أن يعطيك الله في هذه الليلة أكثر مما يعطيك في عمرك كله مش بس دنيا ولكن عطايا إيمانية وروحانية توصلك إلى الجنة ، فالله عز وجل له قدرة عظيمة جدا لأنه مبدع هذا الكون،فهو يخلق الشيىء الكبير جدًا ويختصره في شيىء صغير، في حين لو أنك أحضرت مؤلف له كتاب كبير جدا وقلت له اختصره في سطر واحد يقول لك مستحيل، ولكن الله عز وجل البديع القادر يخلق الشيىء العظيم جدا ويختصره في شيء صغير جدًا، مثال على ذلك القرآن الكريم مختصر في سورة الفاتحة، والتخلة تختصر في التمرة، والكون كله يختصر في الإنسان، والعمر كله يختصره الله عز وجل في ليلة واحدة هي ليلة القدر.
وتابع الدكتور عمرو خالد قائلًا: هل ممكن ليلة واحدة تغير مجرى حياتك وتفتح لك أبواب حياة جديدة ..شوفوا القصة ده : رجل كان اسمه عمير ابن وهب وكان من الكفار الذين يحاربون النبي صلى الله عليه وسلم ، وحضر غزوة بدر هو وابنه وحاربوا النبي وابنه تم أسره وأخذ إلى المدينة وهو فر إلى مكة ، وبعد غزوة بدر جلس هو في ظل الكعبة وصفوان ابن أمية وكانا صديقين ، والتفت عمير ابن وهبه حوله ليتأكد من عدم وجود أحد يسمعهما، وقال لصفوان: لوا ديون علي وأولاد في رقبتي لأخذت سيفي وأغمدته في السم وذهبت إلى محمد وقتلته، فقال له صفوان: يا عمير عيالك عيالي وديونك ديوني فاذهب واقتله، فقال له عمير: ولا تخبر أحدا، قال صفوان : نعم، فأخذ عمير السيف ودسه في السم وذهب إلى المدينة فقابله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسأله إلى أين ذاهب، فقال عمير: ابني أسير لديكم في المدينة وذاهب لأفتديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتركه يا عمر، وسأله النبي ما الذي جاء بك يا عمير، فقال: ابني أسير لديكم في المدينة وجئت لأفتديه، فقال له النبي : اصدقني القول يا عمير، فكرر عمير كلامه: ابني أسير لديكم في المدينة وجئت لأفتديه، فقال له النبي : وما بال السيف في رقبتك، فقال عمير: قبحها الله من سيوف وهل نفعتنا السيوف يوم بدر، فقال له النبي : اصدقني القول يا عمير، فقال : قلت لك يا محمد، فقال النبي: لا يا عمير ولكنك جلست مع صفوان بن أمية في ظل الكعبة وقال لك ديونك ديوني وعيالك عيالي ووضعت سيفك في السم وجئت لتقتلني، فقال عمير: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، يا رسول الله إني عائد إلى مكة ادعو أهلها حتى تأتي وتفتحها ، وفعلا عاد إلى مكة وظل فيها داعيا إلى الله حتى تم فتح مكة ، بل وأخذ صديقه صفوان ابن أمية حتى أسلم بيد يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
واأضاف الداعية الإسلامي: ليلة واحدة يمكن أن تغير مجرى حياتك ، كما حدث لعمير بن وهب، ليلة غيرت تاريخه ، فهل يستطيه موقف ان يغير مجرى حيات كله.. مستغرب ليه ..ممكن ليلة القدر تغير مجرى حياتك، كان شاب صغير عمره 16 سنة وكان يصلي بشكل متقطع رغم أنه من أسرة تحافظ على الصلاة، فقام في ليلة من ليالي رمضان واتكسف من نفسه لأنه يضيع الصلاة ولا يحافظظ عليها ومن يومها أصبح يحافظ على الصلاة وكان ذلك في العشر الأواخر من رمضان عام 1981، وما ترك بعدها صلاة بل وأصبح داعية ألى الله، هذا الشاب الصغير هو انا .
واختتم الدكتور عمرو خالد بقوله: هذه الليالي غالية جدا، قم وانتفض بين يدي الله واعبد ربك وتذلل بين يديه ، واعمل ثلاثة أشياء عظيمة : أذكر الله ذكرا كثيرا، وصلى كثيرأ وادعو الله على قدر ما تستطيع، اذهب إلى الله بتذللك وقل له صلحني قل له طهرتي واقبلني واعتقني من النار.. أرجوكم انشروا هذه الفكرة وقد تكونوا سببا في تغيير مجرى حياة الآخرين.