بسأل أحدهم بأنه يريد زيادة قيمة زكاة الفطر هذا العام، والتي حددتها دار الإفتاء بنحو 15 جنيهًا مصريًا فقط للفرد، فهل هذا أفضل له كتجارة مع الله في هذا الشهر الفضيل المبارك، أم أن يدفع القيمة المحققة عليه لزكاة الفطر، ثم يخرج الباقي بنية الصدقة؟.
من أكرم الصدقات والزكوات عند الله تعالى (زكاة الفطر أو صدقة الفطر) كما يسميها بعض العلماء نظرًا لما لها من ارتباط كبير بفريضة جليلة هى من أعظم العبادات على الله ألا وهي فريضة الصيام فصدقة الفطر تسمى بصدقة رمضان لأنها تؤدى فى رمضان، وقد شرعها الله فى الأصل تطهيرًا للصائم مما قد يقع به من الكلام وزلل اللسان والأقوال غير المقبولة، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين».
الفرق بين زكاة الفطر والصدقة
هناك فرق بين زكاة الفطر والصدقة، فالأولى ملزمة لكل صائم أن يخرجها قبل صلاة العيد، تطهيرًا له من اللغو والرفث، تأكيدًا لقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى»، أما الصدقة فهي الأعطية غير الواجبة التي يُبتغى بها نيل الأجر والثواب العظيم من الله سبحانه وتعالى، كما تعد من العبادات المستحبة التي يتقرب بها العبد إلى ربه من خلال إنفاق المال، قال تعالى: «مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً»، ويكون أداؤها في أي وقت من أوقات السنة، وليس فقط في شهر رمضان.
أيضًا يجوز إنفاق زكاة الفطر على الأبواب الثمانية التي حددها الشرع الحنيف بالنسبة للزكاة في قوله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ»، بينما الصدقة تجوز على الثمانية أبواب وغيرها من أمور الخير الأخرى.
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعزكاة الفطر واجبة
إذن بالأساس فإن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، وفضلها عظيم كما بينا، فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث كما قال ابن عباس رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين)، بينما الصدقة فهي تطوع، وبذلها يكون دليلًا على صدق إيمان العاطي، أما شرعًا فالصدقة معناها العطية التي تُمنح تقربًا لله تعالى، وابتغاءً للأجر من عنده سبحانه.
وأما فضلها فكثير ومنها: (إطفاء غضب الرب)، وخاصة صدقة السر، والوقاية من النار، لقوله صلى الله عليه وسلم: «فاتَّقوا النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ»، قال الله تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم: «قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ» (سورة إبراهيم: 31).
ولكن لابد من التأكيد على أن أفضل عمل صالح يحبه الله هو ما فرضه سبحانه على العبد، أما النوافل (وهي الأعمال الصالحة التي لم يفرضها الله) تزيد العبد قربًا وحبًا إليه سبحانه، تأكيدًا لقوله تعالى في الحديث القدسي: «وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه».