أخبار

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟

الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. قصة عجيبة لرجل نجا من النار بسببها

5 أشياء حافظ عليها لإحياء ليلة الجمعة.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

تعرف على وقت ساعة الإجابة من يوم الجمعة

من صعوبة النوم إلى تساقط الشعر.. أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض

وجبة غداء يستغرق إعدادها 5 دقائق تخفض ضغط الدم وتحمي من أمراض القلب والسرطان

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

هل السيئات تذهب الحسنات؟!.. لا تستصغر معصيتك فيرد الله توبتك

بقلم | أنس محمد | الجمعة 09 فبراير 2024 - 07:52 م


لا شك أن الله وبنص مئات الآيات من القرآن الكريم، يغفر الذنوب جميعا، وقد أمر بالتوبة والاستغفار وعدم اليأس ولو كانت ذنوب الإنسان مثل زبد البحر، قال تعالى : "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( الزمر53)، فالإنسان مطالب بالتوبة والمسارعة إلى الله، قال تعالى: " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم".

ولكن في نفس الوقت ربما تجد بعض الناس يفعلون عكس ما يؤمرون به، وعكس ما دل عليه النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم بالتأكيد على أن الحسنات يذهبن السيئات وأن يتبعوا السيئة الحسنة لتمحها، ولكن يفعلون العكس، فيتبعون الحسنة السيئة، ظنا منهم وهم يفعلون السيئة أن حسناتهم الماضية ستمحو سيئاتهم المقبلة، التي يخططون لها، وتراهم يفعلون الحسنة بين الإيمان والكفر، والخير والشر، والهدى والضلال، والحق والباطل فيخلطون عملاً صالحًا وآخر سيئًا، فطالبهم الله تعالى بالتوبة والعودة والإنابة؛ ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، أما الذين لا يتوبون، فقد عدَّهم القرآن من الظالمين؛ ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

الحسناتِ يُذْهبن السيئاتِ


فقد جعل الله تعالى الحسناتِ يُذْهبن السيئاتِ، وأن التائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له، فالمهم الاعتراف بالذنب، والتوبة منه، وعدم العودة إليه؛ فلا تجعل السيئات تمحو الحسنات، وأنت تعلم حين تخطط للسيئة بأن تستصغرها معتمدا على صلاتك أو زكاتك، أو صيامك، فهؤلاء قال الله فيهم: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102]، مع إيمانهم وتصديقهم بالحق، لهم أعمالٌ سيئة وأخرى صالحة، خلَطوا هذه بتلك، فهؤلاء تحت عفو الله وغفرانه.

يقول ابن عباس إن هذه الآية نزلت في أَبي لبابة وجماعة من أصحابه، تخلَّفوا عن غزوة تبوك، فلما رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من غزوته ربطوا أنفسهم بسواري المسجد، وحلفوا لا يحلهم إلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أنزل اللهُ هذه الآية: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ﴾ [التوبة: 102] أطلقهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وعفا عنهم، وروى البخاريُّ عن سمرة بن جندب قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لنا: "أتاني الليلة آتيانِ، فابتعثاني، فانتهينا إلى مدينةٍ مبنيَّة بلَبِن ذهب ولبن فضة، فتلقانا رجالٌ؛ شَطْرٌ من خَلْقهم كأحسنِ ما أنت راءٍ، وشَطْر كأقبحِ ما أنت راءٍ، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسنِ صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وهذا منزلك، قالا: أما القوم الذين كانوا شَطرٌ منهم حسنٌ، وشَطْر منهم قبيحٌ، فإنهم خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا، فتجاوز الله عنهم".

اقرأ أيضا:

الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟

العمل السيء لا يبطل أجر العمل الصالح


فمن المؤكد أن العمل السيء لا يبطل أجر العمل الصالح، ولا يحيق بهذا العمل الصالح، بل لهذا العاملِ وزرُ عمله السيئ، وأجر عمله الصالح، وقد يقضي العمل الصالح على العمل السيئ؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].

ولكن إذا استصغر الإنسان الذنب وخطط له، معتمدا على عمله الصالح، فقد أساء وتواكل، واستجاب للشيطان.

قال الله تعالى ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، و نزلت هذه الآية في أبي اليَسَر، قال: أتتني امرأة تبتاع تمرًا، فقلت لها: إن في البيت تمرًا أطيب منه، فدخلت معي البيت، فأهويتُ إليها فقبَّلتُها، فأتيتُ أبا بكرٍ - رضي الله عنه - فذكرت ذلك له، فقال: استُرْ على نفسك وتُبْ، فأتيت عمر - رضي الله عنه - فذكرتُ ذلك له، فقال: استُرْ على نفسك وتُبْ، فلم أصبِرْ، فأتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرتُ ذلك له، فقال: "أخلَّفت غازيًا في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟"، حتى ظن أنه من أهل النار، فأطرق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أَوحى اللهُ إليه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴾ [هود: 114] الآيةَ، فقال أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال: "بل للناس عامة".


وجاء صحابي إلى رسول الله وقال: أصبت ذنبًا يا رسول الله، فقال له: "هل صليتَ العصر معنا؟"، قال: نعم، قال له: "قُمْ؛ فإن الله قد غفر لك"، ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114].

وقال تعالى : ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا ﴾ [هود: 3].

لذلك نرى كثيرًا من الناس أصبحوا يقللون من أثر الذنوب، ويستصغرون الآثام والمعاصي الصغيرة التي يرتكبونها ويكررونها بشكل مستمر حتى تصبح عادة بدعوى أنها معصية صغيرة، معتمدين على حسناتهم التي يظنون أنها كتبت إليهم بصلاة او زكاة أو صيام.

وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة هذا الأمر؛ لأن من يرتكب هذه الصغائر ويحقرها ولا يلقي لها بالًا ولا يتوب منها فتتكاثر عليه حتى تصبح مثل الجبل الضخم، لا يقوى على حمله فيهوي بذنوبه في النار، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".

فالتقليل من شأن هذه الذنوب التي تكون في عين الإنسان ونفسه صغيرة ولا يلتفت إليها ويعتبرها لن تضره شيئًا قد تكون سببًا لهلاك الإنسان ودخوله النار.

الكلمات المفتاحية

الحسناتِ يُذْهبن السيئاتِ العمل السيء لا يبطل أجر العمل الصالح هل السيئات تذهب الحسنات؟!

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا شك أن الله وبنص مئات الآيات من القرآن الكريم، يغفر الذنوب جميعا، وقد أمر بالتوبة والاستغفار وعدم اليأس ولو كانت ذنوب الإنسان مثل زبد البحر، قال تعا