ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد صلاة الوتر «سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح»، وقد سنَ العلماء قول هذا الذكر عقب الفراغ من الوتر، وفي رواية أخرى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، كان يقولها ثلاث مرات، وكان يطيل في المرة الثالثة، وقد ذكر النسائي عن أبي كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات، وكان يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون ، وفي الثالثة بقل هو الله أحد، ويقنت قبل الركوع فإذا فرغ قال عند فراغه: «سبحان الملك القدوس» ، ثلاث مرات يطيل في آخرهن.
جهرًا أم سرًا؟
لكن هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يردد هذا الذكر جهرًا أم سرًا.
قال الإمام أحمد إن هذا الذكر كان يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم جهرا، وروى في مسنده عن ابن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى ، وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس ، ورفع بها صوته.
والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( سبحان الملك القدوس ) ، عقب صلاة الوتر ، فيسن للمصلين الاقتداء بهذه السنة ، سواء صليت في المسجد أم في المبيت ، وسواء صليت فرادى أم جماعة ، ولا يشرع التزام هذا الذكر ما بين ركعات قيام الليل ، أو ما بين ركعات التراويح ، إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم الإتيان به بين التراويح ، فالواجب على المسلم الاقتصار على السنة فعلا وتركا ، وتجنب الزيادة والنقصان.
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعفضل الوتر
ذهب جمع من العلماء إلى وجوب الوتر وإن كان الراجح قول الجمهور وأنه سنة لا واجب، ومع القول بسنيته، فإن تركه مؤذن برقة الدين، ولذا قال الإمام أحمد رحمه الله: من ترك الوتر عمدا فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة، فمن صلى الليل كله وتعمد ترك الوتر، فهو محروم بلا شك، وقد فاته خير كثير، ومن ثمّ لا ينبغي لمسلم ترك الوتر ولا يكاد يتصور أن شخصا يقوم الليل كله ثم يقصر في صلاة الوتر فلا يأتي بها وهو يعلم فضل الوتر وما رتب الله على فعله من الثواب.