هل جربت يومًا أن تمسح النوم عن وجهك؟.. وقد يسأل أحدهم وكيف ذلك؟.. والحقيقة أنه من سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، مسح الوجه عند الاستيقاظ من النوم.
فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من النوم فجلس أولًا بعد الاستيقاظ، ثم قام فتوضأ، كما في الموطأ والبخاري عن عبد الله بن عباس: «أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهي خالته ـ قال: فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيديه».
الاقتداء بالسنة
الاقتداء بالسنة النبوية المطهرة من أساس الإسلام، وهو ما أكده بن عباس في رويه للحديث الشريف، إذ قال: «فقمت فصنعت مثل ما صنع»، وبالتالي علينا التأسي بسنته صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يكن يفعل ذلك من تلقاء نفسه، وإنما هو الوحي والتوجيه الرباني الحكيم، ومن ثمّ لا يمكن أن يكون هناك فعل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير مفيد، حتى لو كان بسيطًا.
ذلك أنه عليه الصلاة والسلام هو معلم البشرية وموجهها الأول، ومحصنها من كل الآفات والأضرار، والآخذ بيديها نحو النجاة، حتى لو في فعل بسيط، قد يتصوره البعض لا يقدم ولا يؤخر، فقط كونك تفعل ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنت تؤكد أنك على نهجه، ومن كان على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، نال شفاعته لاشك يوم القيامة.
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعسنن النوم
لكن لو تدبرنا الحديث النبوي الشريف، سنعلم أن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، كان يسن في نومه النوم مبكرًا، ولا يطيل في النوم إذ يستيقظ ليصلي لله عز وجل، ولم يأمرنا بذلك حتى لا يشقق علينا الأمر.
ومن سنن النبي، صلى الله عليه وسلم، الدعاء عند النوم والاستيقاظ فعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: «باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ، ثم صلى، وربما قال: «اضطجع حتى نفخ، ثم قام فصلى»، فاجعل من صلاة الليل مكانة في حياتك عزيزي المسلم فقد تكون فيها النجاة.