لماذا يفضل الله هذا عليّ.. فيمنحه ويمنعني؟!.. سؤال للأسف قد يدور في أذهان الكثير منا، فكيف يدفعه الإنسان عنه؟.. فقط بالرضا بما قسمه الله له، واليقين في أن الله له حكمته التي لا يعلمها سواه سبحانه في تدابير شئون خلقه، فيمنح هذا رزق أكثر من هذا، أو يوفق هذا لعمل لا يمكن لغيره الوصول إليه، وهكذا، فلله في خلقه شئون، هو فقط الذي يعلمها، وهو الذي يحددها، وأما المؤمن الواثق في الله فلا يقول إلا ما يرضي ربه سبحانه وتعالى (الحمد لله على السراء والضراء).
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعجب من أمر المؤمن، فعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له».
انظر للأسفل
حاول أن ترضى بما قدره الله وقسمه من الأرزاق لك، واحمد الله عليه، واعلم يقينًا أنه مما يعين على الحمد والرضا أن تنظر إلى من هو أسفل منك، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظر إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم»، ولقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النموذج والمثل الأعلى في الرضا بما قسم الله تعالى.
عن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس»، فلا حرج على المسلم أن يحرص على المزيد من الخير لما في الحديث الشريف، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز»، لكن هذا ليس معناه الحسد للغير أو الطمع فيه، وإنما يعني الرضا بالقليل، واليقين في أن الله يدخر له الأفضل.
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعلا تسأل الناس
يكفيك أنك لا تسأل الناس، وأنه بين يديك ما يكفيك، فاشكر الله عز وجل على ما أنت عليه، واعلم أن هناك من يعاني معاناة شديدة جدًا، ورغم ذلك لم يتأفف أو يحزع، وإنما يشكر ويحمد ربه على ما هو فيه، واعلم أنه لا ضير في أن تعمل بمرتب قليل ريثما تتوفر فرصة أحسن.
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه».