يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180)، ومن هذه الأسماء التي تمنح العبد طمأنينة متناهية وثقة غير عادية في الله عز وجل، اسم الله تعالى (الكريم)، ذلك أن الكرم هو السخاء في العطاء وهو عين الحب، وأصل الكرم الرحمة لذلك بدأ الله سبحانه وتعالى الكلام باسم الله الرحمن الرحيم، وقد مدح الله سبحانه وتعالى الكرم ، وأحب رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الكرم حتى ولو صدر من غير المسلم، والكريم هو الصفوح أي كثير الصفح، وقد يسمى الشيء الذي له قدر عظيم (كريمًا)، ومنه قوله سبحانه وتعالى في قصة نبي الله سليمان عليه السلام: «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ» (النمل:29).
أخلاقنا
والكريم من أسماء الله سبحانه وتعالى التي نتخلق بها ، وصفته أن يكون السخاء من القلب ، وأن يكون من أحب الشيء إليك ، وأن تعطي بوفرة إن كنت قادرًا على الوفرة وان لم تكن (فبصلة المُحب خروف) كما يُقال ، وأن تبتغي به وجه الله، وقد ورد اسم الله تعالى الكريم ثلاث مرات، في قوله تعالى: «فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» (المؤمنون:116)، وقول الله عز وجل: «يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ» (الإنفطار: 6)، وقوله تعالى «..وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ» (النمل:40)، بينما ورد اسمه تعالى الأكرم في قوله: «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ» (العلق:3).
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعإذا قدر عفا
والكريم -كما بين الإمام الغزالي- «هو الذي إذا قدر عفا وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى، وإن رُفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب وما استقصى، ولا يضيع من لاذ به والتجأ، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلف، فهو الكريم المطلق وذلك لله سبحانه وتعالى فقط»، ولذلك فإن الكريم هو من يظهر عليه أثر النعمة.
عن أبي الأحوص عن أبيه قال: «أتيت رسول الله وعليَّ ثوب دون، فقال لي «ألك مال؟»، قلت: نعم، قال: «من أي المال؟»، قلت: من كل المال قد أعطاني الله من الإبل والبقر والخيل والرقيق. قال: «فإذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته».