أمرنا الله بالتعوذ في كل أعمالنا، من كل الشرور والآثام، وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، وهي من أجمل التعويذات على الإطلاق، إذ أنه إذا نجا العبد من هذه الأربع (جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء) فقد عافاه الله عز وجل في الدنيا والآخرة، فعاش سعيدًا ومات سعيدًا.
هل ظُلمت؟
فإذا كنت مظلومًا، الجأ إلى الاستعاذة بالله من شر الظلم، وهنا بات من الضرورة تعلم كل الأحاديث الدالة على كيفية تعوذ النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه أسيد بن أسيد عن معاذ بن عبد الله، عن أبيه قال: «أصابنا طش وظلمة فانتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بنا، ثم ذكر كلاما معناه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي بنا فقال: قل، فقلت: ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا يكفيك كل شيء».
والاستعاذة هذه تأتي من قلب خاشع يعرف الله جيدًا، ويوقن في حلوله ومساندته، فعن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أربع: «من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع».
اقرأ أيضا:
إياك والنظر إلى ما بيد الناس.. إذا أردت أن تكون حرًا فاترك الطمعمعنى الاستعاذة
تعلم الاستعاذة ولا تترد، لأنها تحميك من شرور كثيرة جدًا لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، فعن بلال بن يحيى، أن شتير بن شكل أخبره عن أبيه شكل بن حميد قال: أتيت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، علمني تعوذا أتعوذ به، فأخذ بيدي ثم قال: «قل أعوذ بك من شر سمعي، وشر بصري، وشر لساني، وشر قلبي، وشر منيي»، قال: حتى حفظتها، قال سعد: «والمني ماؤه».
وعن عبد الملك بن عمير قال: سمعت مصعب بن سعد عن أبيه قال: كان يعلمنا خمسا، كان يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن ويقولهن: «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر».