مهما أخذتنا الدنيا وشغلتنا، حين يأتي ذكر الآخرة، نتمنى أن نكون في أفضل المواقف، وأن نكون بين عباد الله عز وجل الراضي عنهم، فكيف يكون ذلك؟.. الحقيقة أن الأمر ليس صعبًا، فقط عليك أن تتذكر في الخير فتشكره، فيتذكرك في مواقف أعلى ويمنحك السكينة والطمأنينة.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم : « إن أفضل عباد الله يوم القيامة : الحامدون»، فلا تكن ممن قال الله فيهم: «فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ» (العنكبوت 65)، بل كن ممن قال فيهم: «وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ» (الأنبياء 73).
الحمد لله
عندما تقول: الحمد لله على كل حال، فهذا تسليم لله في كل شيء، وتحمل معنى الشكر على كل شيء، وهو غاية المسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى الْجَنَّةِ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ»، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب، قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ»، وإذا رأى ما يكره، قال: «الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ»، هكذا في كل الأحوال يحمد الله على السراء والضراء، فكيف بنا أتباعه ولا نفعل ما كان يفعل؟!.. ربما ليس هناك حرجًا في أن يخبر المرء بحاله إذا كان مهمومًا أو مريضًا ما لم يكن ذلك على سبيل التسخط والتشكي من قدر الله، فإن الشكوى والتضجر من قدر الله صاحبها على خطر عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط».
اقرأ أيضا:
كيف تعرف أنك من المحسنين.. هذه أهم العلاماتأعظم البشريات
عزيزي المسلم، يا من تحمد الله كثيرًا، اعلم أنه قد بشرك الله عز وجل بأعظم البشريات، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قال حين يُصبحُ وحين يُمسي: سُبحانَ الله وبحمدِه، مائةَ مرةٍ، لم يأتِ أحدٌ يومَ القيامةِ بأفضلَ ممَّا جاء به، إلَّا أحدٌ قال مثلَ ما قال، أو زاد عليه».
بل أنه من فضل الله الحليم الكريم علينا أن من قال هذا الذكر مائة مرة سيحصل أيضًا - بفضل الله الكريم - على مائة نخلة في الجنة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: سبحان الله وبحمده، غُرِسَتْ له نخلة في الجنة».