أحب أعمال الخير، وأحب أن أتصدق، وحين أقوم بأعمال الخير أو الصدقات تستحضرني نية أن يا رب ردها لي في حياتي، وحياة أولادي، ثم نية مساعدة الناس المقدم لهم الخدمة، أو الصدقة. هل النوايا المذكورة غير مرضية لله؟ وهل نيتي خطأ؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: لا حرج عليك في أن تعمل الصالحات -من صدقة أو غيرها- وتجمع بين نية الثواب الأخروي، ونية نفع دنيوي عاجل. ولا يعتبر ذلك منافيا للإخلاص. وإن كان الأكمل أن ينوي المؤمن ثواب الآخرة، دون التفات لثواب الدنيا.
وأما الاقتصار على نية النفع الدنيوي دون التفات إلى الثواب الأخروي؛ فهذا مذموم، ومناف للإخلاص.
المركز قال في فتوى سابقة مشابهة: لا حرج في محبة الأثر المترتب على العمل الصالح، ولا ينافي ذلك الإخلاص، ولا يكون صاحبه مذمومًا، بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغب في بعض الأعمال الصالحة بذكر آثارها الدنيوية التي تحبها الأنفس، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه. رواه البخاري، ومسلم.
قال الحافظ في الفتح: ويستفاد منه جواز هذه المحبة، خلافًا لمن كرهها،وقال الأشقر في مقاصد المكلفين: إن قصد هذه الحظوظ من الأعمال المتعبد بها مقصودة للشارع ومطلوبة من المكلف؛ لأنّها تناسب حاله، وعمله على هذا النحو يصلح أمره، ويحفظ عليه دنياه وأخراه. ويحسن أن نقرّر بوضوح أن التطلع إلى ثمرات الأعمال المتعبد بها -سواء أكانت عبادات أصلًا أم عاديات متعبد بها- لا يضاد الإِخلاص ولا يناقضه، ما دمنا نقصد مقاصد الشارع المترتبة على الأعمال.
وقال الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه للأربعين النووية -عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة-: وهذا من الثواب الذي جُعل في الدنيا والآخرة، فلا بأس من أن يقصده المسلم في أن ييسر على إخوانه رغبة فيما عند الله -جل وعلا-، ورغبة في أن ييسر عليه في الدنيا والآخرة؛ لأن هذا كما ذكرنا في شرح حديث: إنما الأعمال بالنيات. لا ينافي الإخلاص. فإن العمل إذا رتب عليه الثواب في الدنيا أو في الدنيا والآخرة وجاءت الشريعة بذلك فإن قصده مع ابتغاء وجه الله -جل وعلا- والإخلاص له لا حرج فيه.
اقرأ أيضا:
سمعت عالمًا يفتي بحرمة الصلاة على كرسي في المساجد فما الحقيقة؟اقرأ أيضا:
هذه الأشياء توجب الغسل.. تعرف عليها