مرحبًا بك يا عزيزتي..
توقفت كثيرًا عند عبارتك التي عبرت فيها عن حبك للحياة وأنها تعاندك ولا تسير كما يجب وما تحبين، وأنك تخشين الفرح، وشعرت مع هذه العبارة أن فهمك للحياة وكيفية التعامل مع طبيعتها وحقيقتها يحتاج إلى الكثير من الإدراك، والفهم، والتعديل.
ليس الحل لحياة نراها بائسة أن ننهيها، بل نستعدلها، ولهذا الأمر طرقًا ليست سهلة لكنها أيضًا ليست مستحيلة.
الحل لحياة صعبة، مرهقة، مجهدة، ممتلئة بالكوارث والصدمات كما ذكرت ليس الغرق في المعاناة، والتفكير في الانتحار، وإنهاء الحياة بل التفكير في "إنهاء المعاناة"!
أعرف أن التفكير في إنهاء المعاناة هو الأصعب، لذا لم يتجه إليه تفكيرك، ولكن لأنه هو الحل "الحقيقي" لا "المزيف" فلابد أن تبذلي جهدك للوصول إليه، ولأن التخلص من المعاناة في الحقيقة أخف في ألمه من العيش فيها، واختيار العيش في ألم المعاناة هو الاختيار الأسهل والأقرب الذي يضللك به عقلك لكنه ليس الأفضل أبدًا.
بلاشك ستحتاجين لفعل هذا الأمر لطلب مساعددة من متخصص نفسي، فهناك طرقًا وخططًا علاجية كثيرة، ممكنة، يختار منها المعالج ما يناسبك تفاصيل حياتك، ومعاناتك، ونمط شخصيتك.
هي رحلة "تغيير" يا عزيزتي، يساعد الله فيها من يغير ما بنفسه، ولا يستسلم، فيغرق في معاناة تفاقم أمره، وتصعبه، فتؤثر على قرارته، وطريقة تفكيره، وكل شيء، ويبقى سائرًا بسرعة رهيبة ومتهورة على قضبان لا توصل لشيء سوى نهاية مأساوية!
الاضطراب والمعاناة النفسية يا عزيزتي هي حالة "مدمرة" قد لا يرى الشخص حقيقتها وأثرها، بل غالبًا لا يرى ولا يدرك، ويبقى متخبطًا، ووحده التعافي منها هو ما يريه أين كان وإلى أي مصير كان يسير، وأين أصبح وكيف تغيرت حالته لطريق صحي، وكيف أصبح نسخة مختلفة تمامًا، أفضل، من نفسه!
ففي ظل المعاناة النفسية تتحول المشكلة البسيطة إلى أزمة كبيرة ذات تداعيات قاسية، ويسهل تحول العلاقات إلى كوارث، وسموم، وأذى بالغ، سواء كانت علاقات قائمة بالفعل أو مستقبلية، وكذلك تتأثر الاختيارات، واتخاذ القرارات، إلخ.
أقول هذا حتى تدركي فداحة الأمر، ولا تستهيني، أو تبقى متخبطة، حائرة، مشوشة، تدورين في حلقة مفرغة من الأسى.
هيا سارعي لإنقاذ نفسك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.