مرحبًا بك يا عزيزتي..
أهنئك لقيامك برحلة الاستبصار بالذات، والتغيير، والوعي، والكبران والنضج النفسي، فهي رحلة صعبة لكنها ممكنة ومهمة، وهي رحلة واجبة لا يلتفت إليها الكثير من الناس، ويبقون متخبطين في عثرات وأزمات حياتية، يخبطون كفًا بكف، ومكتفين بالتساؤل والتحسر، وربما غير مصدقين أنهم يحتاجون لتعافي ورحلة كهذه حتى يتم استعدال التفكير والطريق.
المشكلة ليست في أنك عدت للتعثر، وإنما في إدراك أن هذه الرحلة في التعافي يا عزيزتي هي رحلة العمر، وأنها لا تنتهي، فنحن نتعافى طالما نحن على قيد الحياة، وأن العثرات من لوازم أي رحلة والاختلاف الآن هو في ادراكك لها، وطريقة التعامل معها، وفقط، إذ ليس معنى التعافي انتهاء الأزمات والعثرات، بل على العكس فمن هذه نتعلم، ولهذا وضعها الله، وليست الراحة من العثرات هنا، في الدنيا، ورحلتنا فيها، الراحة بعد الانتهاء والوصول إلى محطتنا الأخيرة!
الخلاصة، أنت لم تنتكسي يا عزيزتي كما تظنين، لكنك في الرحلة، بكل أزماتها، وتحدياتها، وعثراتها، الفارق عما قبل التعافي أنك كنت في الرحلة أيضًا لكنك كنت غير مدركة بالعثرات، والأخطاء، فكانت تتفاقم وتتحول لأزمات، كما أنك كنت متخبطة غير واعية لكيفية التعامل معها.
دعي العثرات التي أنت بفضل رحلة التعافي أدركت أنها عثرات، تنضجك، وتعاملي معها بشكل صحي بحيث تتعلمي منها، وفقط.
استمري في "الشغل" على نفسك، واصبري وثابري، فأنت لن تتخلصي من النموذج القديم لنفسك، المتعثر، بين عشية وضحاها، ولا سنة ولا اثنان، واقبليها، وأحبيها، بضعفها وقوتها، مميزاتها وعيوبها، عثراتها ونجاحاتها، واستمتعي بكل هذا في الرحلة!
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.