أخبار

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

لمن ارتدت الحجاب في رمضان وخلعته بعده؟.. تعرفي على الحكم الشرعي

هل فكرت يومًا أن تكون في هذه السعادة أمام جميع الخلائق؟!

من أراد راحة البال وطمأنينة القلب فليتعامل مع الله بهذه الطريقة الرائعة

مستوى أهلي المرتفع ماديًا يجعل العرسان يهربون.. ما العمل؟

أفضل ما تدعو به ليرزقك الله توبة نصوحًا

الشيخ حمدي الزامل.. أبهر أم كلثوم بعذوبة صوته

بقلم | عاصم إسماعيل | الجمعة 12 مايو 2023 - 12:48 م

جمال صوته وقوة أدائه لفت إليه الأنظار وهو طفل صغير، حتى إن أهل قريته وزملاء الكتّاب أطلقوا عليه لقب "الشيخ الصغير"، كان يوصف بأنه أحد عباقرة التلاوة، لما منحه الله عز وجل من صوت يخترق الآذان بعذوبة واقتدار، صوته شبهه القارئ الشيخ فتحي المليجي بقرص من العسل لحلاوته، كما لقب "بالقارئ المعجزة" و"العملاق" و"القاطرة البشرية" لقوة صوته.
ولد القارئ الشيخ حمدي محمود الزامل في 22 ديسمبر 1929 بقرية منية محلة دمنة مركز المنصورة بالدقهلية، حفظ القرآن الكريم بكتّاب القرية قبل أن يصل إلى سن العاشرة، وذلك على يد خاله الشيخ مصطفى إبراهيم، وجوّده على شيخه الشيخ عوف بحبح.
كان ملتزمًا بالمواظبة على الحفظ مطيعًا لشيخه الذي أولاه رعاية واهتمامًا ليعده إعدادًا متقنًا لأن يكون قارئًا للقرآن له صيته وشهرته، كان أفراد أسرته يكنون له كل الحب والتقدير وزرعوا بداخله ثقة في النفس بجلوسه أمامهم يستمعون اليه وكأنه قارئ كبير، فزادوه ثقة بنفسه.

نشأة الزامل


كان لنشأته بمنطقة تجارية سميت بمنطقة "بلاد البحر الصغير" الأثر الكبير في تعلقه بأن يكون قارئًا مشهورًا، مثل مشاهير القراء الذين تنافسوا فيما بينهم من خلال المآتم الخاصة بالعائلات الكبرى في المنطقة.
واستجاب والده لنصيحة من أحد أقاربه بأن يرسل ابنه إلى الزقازيق ليلتحق بالمعهد الديني الأزهري، ليكون أحد رجال الدين البارزين من أصحاب المكانة المرموقة داخل نطاق المجتمع الريفي، وهناك بدأت موهبته تتفجر، فقد كان حين يقرأ يبهر الطلاب والمسئولين فى المعهد، ليقفوا يستمعون إليه فى خشوع تام، وبدأوا يتعهدون بالرعاية، خاصة الشيخ "بحبح" الذى تعهده وقدمه إلى إحياء الليالى والمآتم، حتى ذاع صوته وبدأ يشارك كبار القراء ومشاهيرهم.
في إحياء الليالى القرآنية، وفي عام 1960، كان الشيخ مصطفى إسماعيل يقرأ في أحد المآتم لكبار الأعيان بالمنصورة، عندما تعرف على الشيخ الزامل، وأثنى عليه كثيرًا باعتباره موهبة قرآنية كبيرة.
وكانت براعته تظهر من خلال تمهيده للتصديق في كلمة واحدة، وهي آخر كلمة في التلاوة، وكان يعطي السامع كل ألوان واحساسات التمهيد في كلمة أو كلمتين بمهارة وتمكن لا ينافسه فيه أحد.
وظل ما يقرب من عشرين عاما القارئ المفضل لدى معظم قرى ومدن الدقهلية مع أمثاله من مشاهير القراء ما شغله عن الالتحاق بالإذاعة مبكرًا وكان يعتبر - المجد والعز والجاه والشهرة - في تلاوة القرآن لا في الأضواء.
كان يتقاض أجرًا يعادل أجر الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبدالباسط وأحيانًا يدعى لمآتم ويرد نصف ما حصل عليه، لأنه يجد أن دخل أسرة المتوفى لا يتناسب ما دفعوه له.
وحدث أن توفي أحد كبار الشخصيات بمدينة المنصورة وكان هناك حشد كبير في السرادق الذي يمتد لأكثر من نصف كيلو متر أمام دار ابن لقمان، المطل على البحر الصغير بالمنصورة.


انبهار مصطفى إسماعيل بصوته 


وكان الشيخ مصطفى اسماعيل مدعوًا لإحياء هذا المأتم في صيف العام 1960، ولم يعلم بوجود قارئ معه بالسهرة ولكنه حضر متأخرًا، ولما دخل السرادق وجد الشيخ الزامل جالسًا فسلّم عليه وقال له: هو أنت هنا يا شيخ حمدي، وأنت مدعو معي الليلة؟ فقال له: نعم يا عم الشيخ مصطفى، فقال الشيخ مصطفى: أقسم بالله ما أقرأ الا بعد ما أسمعك.
وأصر الشيخ مصطفى على ذلك، وصعد الشيخ حمدي كرسي القراءة وقرأ قرآنًا كأنه من الجنة، وكلما أراد أن يصدق يقسم الشيخ مصطفى بأنه لن يصدق، وامتدت التلاوة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وكانت ليلة من ليالي القرآن واستمرت الى ما قبل الفجر بقليل.
وعندما دعي الشيخ عبدالباسط لإحياء مأتم أمام جمعية الشبان المسلمين بالمنصورة، بدار مناسبات مسجد النصر في المنصورة العام 1970 دخل وسط آلاف المعزين الذين امتد بهم المجلس الى خارج المكان، فوجد الشيخ الزامل يقرأ، فقال لصاحب السهرة،:هو دعوتني بمفردي أم معي الشيخ حمدي ؟ فقال له: الشيخ حمدي مدعو كذلك، فقال له الشيخ عبدالباسط بكل تواضع أهل القرآن: "في وجود الشيخ حمدي يجب ألا يقرأ أحد لانه يقدم كل فنون تلاوة القرآن السليم بصوت وطريقة عظيمة".
وجلس الشيخ عبدالباسط حتى ختم الشيخ حمدي وتعانق الاثنان وجلسا معًا دقائق، بعدها صعد الشيخ عبدالباسط ليقرأ والمعزون كل في مكانه لم يتحرك أحد منهم بل تضاعف عددهم ليستمعوا إلى الشيخ عبدالباسط وبعد 15 دقيقة صدق الشيخ عبدالباسط، وقال للشيخ حمدي: اقرأ يا شيخ حمدي لأنني في اشتياق إلى سماعك لما سمعته عنك من الشيخ مصطفى إسماعيل.

اقرأ أيضا:

النبي أخبر ابن عباس بذهاب بصره قبل موته.. لن تتخيل السبب؟!

هدية إعجاب من أم كلثوم 


في عام 1974، ذهب الشيخ الزامل بصحبة حسن السيد عمدة قرية طماي الزهايرة، مسقط رأس المطربة الراحلة أم كلثوم لزيارتها في منزلها، فطلب منه القراءة، فقرأ كما طلبت، وعندما انتهى امتلئ المنزل بالتصفيق لحلاوة صوته وانبهر الحضور جميعهم بصوته وادائه المتميز المنفرد، وأهدته السيدة أم كلثوم سلسلة من الذهب تقديرًا وتشجيعًا له، وقالت له: "لابد من دخولك الإذاعة والتليفزيون ليستمع اليك كل الجماهير".
فعلى الرغم من أن الشيخ الزامل كان يشارك في إحياء الليإلى والمناسبات الدينية منذ منتصف الأربعينيات من عمره، إلا أن صوته العذب لم يبدأ يطرق آذان المستمعين عبر أثير الإذاعة إلا فى عام 1976، وهو من القراء القلائل الذين اعتمدوا بالاذاعة والتلفزيون في آن واحد.
وقد ارتبط اعتماده برحيل أم كلثوم في 3 فبراير عام 1975 عندما دعاه أحد كبار أعيان الدقهلية للمشاركة فى مأتمها وليلتها تجلى الإعجاز القرآنى من خلال صوته الساحر المهيب، وانبهر الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب بشخصيته القرآنية وطالبه بأن يتقدم لاختبارات الإذاعة فوراً، وبالفعل لم يمر عام 1975 حتى تقدم الشيخ الزامل لاختبارات إذاعة القرآن الكريم، ووقف أمام لجنة القراء بالإذاعة، ليتم اعتماده قارئًا إذاعيًا عام 1976.
وعقب اعتماده قارئًا بالإذاعة استضافت الإعلامية الكبيرة آمال فهمي، الشيخ الزامل فى برنامجها الشهير "على الناصية" وأجرت مقابلة معه بمناسبة اعتماده "قارئًا" بالإذاعة ثم تم اعتماده بالتليفزيون، وكان حريصًا على قراءة قرآن الفجر، ليسبح بصوته الملائكي في جوف الليل داعيًا محبي القرآن والمصلين للاستمتاع بقرآن الفجر.
عاش الشيخ الزامل أكثر من 20 عامًا يصارع مرض السكري، ولكنه كان شديد المحافظة على نفسه حتى لا يزيد عليه المرض، إلى أن جاء اليوم الذي انتابته غيبوبة السكري بقوة ليحمل إلى حجرة بمستشفى المقاولون العرب بالقاهرة لمدة أسبوع تدهورت فيه حالته الصحية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في 12 مايو 1982 .

الكلمات المفتاحية

الشيخ حمدي الزامل مشاهير القراء قراء مضر مصطفى إسماعيل عبدالباسط عبدالصمد أم كلثوم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled جمال صوته وقوة أدائه لفت إليه الأنظار وهو طفل صغير، حتى إن أهل قريته وزملاء الكتّاب أطلقوا عليه لقب "الشيخ الصغير"، كان يوصف بأنه أحد عباقرة التلاوة،