تدبر القرآن ليس من فضول الأعمال بل إننا ممور بوعي القرآن وفهمه لأنه نزل للتدبر والاعتبار قال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، وقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
وسائل تدبر القرآن:
وهناك قواعد عملية تفيد في تدبر القرآن الكريم ذكرتها الأمانة العلمية لسؤال وجواب من هذه الخطوات العملية ما يلي:
1- لا بد من تهيئة نفسك لتدبر القرآن، وذلك بمحبة القرآن، وتعظيمه، واستشعار الافتقار لهداياته.
2- كن مع القرآن دائمًا، تلاوة، واستماعًا، وبحثًا عن الأسئلة التي تدور في ذهنك فيه.
3- افهم المعنى من كتب التفسير، فشرط التدبر فهم المعنى. وننصحك بالجمع بين تفسيرين مهمين في هذا: المختصر في التفسير، وهو منتشر متداول، وتفسير الشيخ السعدي "تيسر الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن".
4- استعن بالكتب التي تعينك على إدراك بعض اللطائف الموجودة في الآيات.
5- لا تمل من إعادة وتكرار التلاوة مرة بعد أخرى.
التباكي عند قراءة القرآن:
يستحب عند قراءة القرآن حضور القلب والبكاء عند القراءة أو التباكي، وذلك لأن القلب يرق ويلين مع البكاء عند قراءة القرآن، والمقصود بالتباكي أو البكاء هنا أن تكون القراءة بتأمل مع تخوف القلب من التقصير وتلهفه للتحسين، وبحسن صوت حيث يستدعي البكاء! فقد ورد في الحديث – وفي إسناده مقال – (أن هذا القرآن إن هذا القرآن نزل بحزن وكآبة، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا) خرجه أحمد وأبو داود.
وقد ذكر النووي في التبيان: أنه يستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر، ومن العذاب، أو يقول اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كل مكروه، وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه فقال سبحانه وتعالى أو تبارك وتعالى أو جلت عظمة ربنا. كما ورد في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وصف حذيفة بن اليمان قراءة رسول الله أنها كانت ترسل إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ رواه مسلم.
قاعدة ذهبية لتدبر القرآن:
وهناك قاعدة ذهبية لتدبر القرآن العظيم ذكرها ابن القيم حين أبرز قاعدة التدبر والتأثر بالقرآن الكريم فقال: إذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر، وهو يشير هنا إلى قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) /ق: 37/.