في فضل الصلاة على خير الأنام صلى الله عليه وسلم، لا يمكن التوقف عند حد معين، ذلك أن هذه الفضائل لا نهاية لها، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»، فكيف ذلك؟.

يروى أن رجلاً من بني إسرائيل كان مسرفًا على نفسه بالمعاصي، فمات فلم يصلي عليه أحد وألقاه أهله لكثرة معاصيه، فأوحى الله الى نبي ذلك الزمان : أن غسّله وصلّ عليه، فقد غفرت له ! فقال النبي يا رب وبما غفرت له ؟، فقال الله : إنه فتح التوراة يوما، فوجد فيها اسم (محمد)، فصلى عليه ؛ فغفرت له ذنوبه بها ، إذن من صلى الله عليه لا يحتاج لأن يُصلي عليه أحد.

كنز ثمين

ففي الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم كنوز لا مثيل لها، وفوز لا يمكن الوقوف على نهايته، فنحن لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن الصلاة عليه هي أداة التواصل الشك بيننا وبينه، ففي الحديث النبوي.

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ»، فأي فضل أعظم من أن تتواصل مع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، بالتأكيد لا يوجد، فكيف بنا نضيع أوقاتنا فيما لا يفيد بينما من الممكن أن تكون كل أوقاتنا في معيته عليه الصلاة والسلام، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثُم انْسَلَخَ قبلَ أن يُغفرَ لهُ، ورَغِمَ أنْفُ رجلٍ أدركَ عِندَه أبواهُ الكبَرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنةَ».

اقرأ أيضا:

"إن كان قال فقد صدق" قالها أبو بكر ولزمها الصحابة.. هكذا كانوا يتعاملون مع رسول الله

اتباع النور

فمن اتبع نور محمد صلى الله عليه وسلم، أضيئت له السموات والأرض، بينما من أعرض عنه عاش ضالا ومات أعمى، قال الله تعالى يوضح ذلك: « الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » (الأعراف: 157).

ومن ثمّ فإنه من أراد الوقوف خلف هذا النبي يوم القيامة، فلا يتوقف عن الصلاة عليه، لأنها الوسيلة الموصلة لاتباعه، فعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً».