مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لجديتك ومسئوليتك ومشاعرك تجاه والدتك وإخوتك، وأسأل لكم سعة الرزق والبركة فيه، أما مشاعرك الغاضبة فأقدرها تمامًا وأتفهمها.
يا عزيزتي، الخطوبة هي فترة للتعارف، وقياس مدى الانسجام النفسي والتوافق العقلي، والتكافؤات في الحالة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وفقط.
الخطوبة ليست عقد زواج، وحقوق وواجبات، وأنت لم تذكري لم صدر هذا السلوك عن خطيبك، هل هي أعراف أو عادات وتقاليد في بلدتكم، أم هو عرف سائد في بلده أو عائلته أم ماذا؟ هل تتناول والدة الخاطب طعام الغداء مع خطيبة ابنها في العيد مثلًا؟ هل هذا عرف متيع لديكم أم ماذا؟!
في العموم، وبعيدًا عن تقاليد وأعراف وعادات البعض خاصة في الريف، الضيافة والكرم واجب في حدود المستطاع بلا فرض بتقديم شيء معين على المضيف للمضيف، وليس من الذوق أن يطلب المضيف ضيافته بشكل معين من الطعام والشراب.
ما أراه أن خطيبك تعدى حدود اللياقة ولم يراعي الظروف ولا المشاعر، ولاشك أنه سلوك يستدعي اليقظة لا الفسخ، نعم، تيقظي وراقبي بقية سلوكياته معك، ومعاملته، خاصة ما يتعلق بوالدته فلربما هو من الشخصيات التي تعلقها بوالديها أو أحدهم "مرضي" بينما من المفترض أن يكون شخصية مستقلة، وعلاقته بوالديه هي البر لا الاتباع وإلغاء رأيه وشخصيته.
ما أراه أن تتمهلي، ولا تفسخي، وتطويل الخطوبة لعام مثلًا على الأكثر، هي الفرصة التي ستمنحيها له ولنفسك للتأكد من كونه شريك حياة مناسب أم لا.
الشاهد يا عزيزتي ألا تحكمي على الشاب والعلاقة من هذا الموقف وحسب، بل تتمهلي لتتأكدي تمامًا أنه غير مناسب لك بعد فترة معقولة توضح لك الكثير من التوافق أو عدمه بينكم.
وضحي أنت أيضًا شخصيتك، ما تحبيه ومالا تحبيه، ما تقبليه وما لا تقبليه، وتعلمي أن تقولي "لا" بدون خوف أو خجل لما يضايقك أو يؤذيك، وضعي حدودًا لا تسمحي بتخطيها، وراقبي كيف يتعامل خطيبك مع هذا كله، لتعرفي هل العلاقة جيدة وصحية فتستمري وتكملي مشروعك العاطفي معه، أم أنها علاقة سامة ومؤذية فتنسحبي وتعتذري وتفسخي، ويغني الله كلًا من سعته.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.