مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أشعر بألمك، وأقدر مشاعرك وموقفك.
ما خضته من رحلة حياة قاسية، موجع للغاية يا عزيزتي، فقد قذف بك حرمانك النفسي والعاطفي في زيجة غير موفقة، وأصبحت شخصية إرضائية، مضحية من أجل الحصول على اشباع احتياجاتك النفسية التي حقك، فإذا بك تدفعين الأثمان الباهظة للحصول عليها، والمفترض أنها بلا أي ثمن من أي نوع.
لست وحدك من يعيش هذه المأساة يا عزيزتي، فمثلك كثيرات، يتنازلن، ويغيرن جلدهن من أجل الآخر، فيخسرن أنفسهن الحقيقية ويعشن بشخصيات مزيفة.
وما أشد أن نعيش بشخصيات مشوهة، مزيفة يا عزيزتي، إنه الموت ونحن أحياء.
غالبًا ما تكون الشخصيات الضعيفة، المهزوزة، الإرضائية، المنسحقة، جاذبة للمستغلين، يستنزفونها ثم يلقون بها خارج حياتهم، والعكس صحيح أيضًا، فالمستغل لا يمكنه الاقتراب من شخصية تشعر بالاستحقاق، والقبول، والاحترام، والتقدير لذاتها.
أنت تستحقين شخصًا مناسبًا، يحبك كما أنت، ويقبلك ويهتم بك ويحتضنك بلا شروط، وعليك أن تصدقي في هذا.
استيقظي كل يوم وأنت تذكرين نفسك بهذا، حتى تصدقيه، تمامًا كما صدقت العكس منذ طفولتك وطيلة فترة زواجك.
صدقيّ في استحقاقك، وابدئي في خوض رحلتك للتعافي مما حدث بسبب العلاقة المؤذية من تشوه نفسي، لتنضجي نفسيًا كما ينبغي، وحتى تتمكني من حماية نفسك والحفاظ عليها من استباحتها مرة أخرى، وتبدأي صفحة جديدة في حياتك أفضل، وأنضج، وأجمل، فلازالت هناك حياة تنتظرك وتستحقينها.
إياك يا عزيزتي أن تنعزلي، فأبناؤك وأصدقاؤك وأهلك في انتظارك، ويمكنك صنع حياة من جديد، وتوسيع دوائر علاقاتك، واعادة اكتشاف نفسك، وشغلها بما تحبه وينفعها.
إن استطعت فعل هذا وحدك فخير وبركة، وإلا فلا تترددي في طلب المساعدة المتخصصة من معالجة نفسية .
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.