في خطبة الوداع، يوجه نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، رسالة إلى أمته، قائلا: (وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي .. فَمَاذا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟)، فماذا لو فهمنا أن هذا السؤال موجه لنا أيضًا، بماذا نجيب؟.. وكيف نجيب؟.. بالأساس الإجابة في معرفة محمد صلى الله عليه وسلم، تعني التمسك بسنته، فهل نحن على الدرب بها، ونتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم، كما كان يفعل ويقول ويتصرف؟.

فأهل السنة والجماعة هم الذين وقفوا عند نصوص الكتاب والسنة، فهل نحن بالفعل نطبق ما جاء في السنة النبوية المطهرة؟.

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: «وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وزرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبد - وفي رواية: وإن كان عبدًا حبشيًّا - فإنه من يعش بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين - وفي رواية المهديين - تمسكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وفي رواية: وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة».

اقرأ أيضا:

أمر محرم بهذا الوقت في يوم الجمعة ويأثم جميع أطرافه.. احذر أن تقع فيه فتفسد جمعتك

وعد نبوي

النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وعدنا بأن من يتمسك بسنته، فإنه لن يضل أبدًا، ففي الموطأ مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تركت فيكم ما إن استمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنة رسوله».

وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث يومًا: «اعلم يا بلال، قال: ما أعلم يا رسول الله؟ قال: اعلم أن من أحيا سنة من سنتي أُميتت بعدي، كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله، كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص من ذلك من أوزار الناس شيئًا».

شروط الشهادة

شهادتك في نبيك لابد أن يسبقها التمسك بسنته صلى الله عليه وسلم، وإلا فماذا تقول، وأنت بالأساس لا تعرف عن سنته إلا القليل، وهي سنة واضحة وضوح الشمس لا عوج فيها ولا خلال.

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك»، فمن عرف ذلك لاشك سيشهد بأنه يسير على الدرب، وأنه مازال يعي تمامًا المطلوب منه، وما له وما عليه، ومن ثم تكون الإجابة (نعم يا رسول الله تعلمنا وفهمنا، وسرنا على الدرب.. ولن نقول إلا كما علمنا ربنا عز وجل: لا إله إلا الله محمد رسول الله).