التفكر في آيات الله ومخلوقاته من الأمور التي تساعد في تقوية الإيمان وتثبيته بل أنها بوابة للمؤمن لتعظيم الله سبحانه وتعالي وقدرته علي خلق السماوات والأرض والمخلوقات العظيمة فضلا عن تعظيم اليقين برب العالمين بشكل يسهم في فوزه بجنة عرضها السماوات والأرضة أعدت للمتقين
الدعوة الي التفكر في مخلوقات الله كانت أهم ما احتوته خطبة الجمعة حيث أكد الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إنه ينبغي علينا التفكر بآيات الله تعالى الكونية، منوهًا بان القرآن الكريم مملوء بالآيات الآمرة بالنظر إلى آيات الله الكونية.
"آل الشيخ" أوضح خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، القرآن الكريم مملوء بالآيات الكريمة الآمرة بالنظر إلى آيات الله الكونية من مخلوقاته العظيمة وإلى الدعوة للتفكر في ذلك لما في ذلك من العبر الظاهرة والعظات البليغة، فقال الله تعالى : «يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ».
وأفاد بأن المتأمل في مخلوقات الله والناظر في عجيب صنعه سبحانه يعظمُ يقينه بربه عز شأنه، ويزداد إيمانه وثباته فهو عز وجل المتفرد بالخلق والتدبير والتصريف والملكوت وكمال القدرة وتمام الحكمة مما هو دليل ظاهر لذوي العقول الصحيحة باستحقاقه وحده بالعبادة والاستسلام التام له .
وشدد خطيب المسجد النبوي علي ضرورة اعتبار المسلم يما يدور حوله حيث من الواجب على العبد أن يعتبر بتغير الأحوال وأن يتعظ بتصريف الله للدهور وأن يتذكر بذلك دار القرار وزوال دار الدنيا فالسعيد من اعتبر وتدبر، من العبر تعاقب الفصول شتاءً وصيفاً وربيعاً وخريفاً ففي شدة الحر يتذكر العبد حر نار جهنم ويستعمل نفسه بكل ما يرضي الله جل وعلا وينجيه من سخطه وعقابه .ودلل علي أهمية ذلك بما قد أخرج الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَس في الشِّتَاءِ ونَفَس في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِير».
ونصح : فكن أيها المسلم على حذر شديد من يوم الوعيد وأعلم أن الآخرة فيها الشقي والسعيد فكن من أهل التقوى وطاعة المولى عز وجل ، مشيرًا إلى أنه ما أحوجنا إلى معرفة حقوق خالقنا عز وجل والقيام بامتثال أوامره واجتناب أسباب سخطه، مستشهدًا بما قد قال تعالى «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ» فمن قام بحق الشكر لله فإنه يزيده من فضله ويسعده في الدارين
لذا اعتبر خطيب المسجد النبوي ان اللتفكر بآيات الله تعالى الكونية، بالنظر إلى آيات الله الكونية، من مخلوقاته العظيمة تعد من الطاعات العظيمة التي يجب أن يكثر العبد المؤمن القيام بها باعتبارها دعوة للتفكر في ذلك لما في ذلك من العبر الظاهرة والعظات البليغة التي تزيد من ايمان وتثبت يقينه بالله وتزيد وبل وتضاعف من أجره .