البعض منا، إن لم يمكن أغلبنا يستعجل بعد انتهاء الصلاة، فيخرج من المسجد مسرعًا دون أن يردد أذكار الصلاة التي أمرنا بها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومنها التسبيح وترديد (لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجد).
إذا كان الأمر كذلك، فعلى من تعجل في صلاته لأمر ما، عليه أن يردد هذه الأذكار وهو يسير في الطريق ولا حرج عليه، لكن إياه أن ينساها بالكلية لأن فضلها عظيم جدًا.
يقول أهلم العلم: «السنة في أذكار الصلاة أنها تقال عقب الصلاة مباشرة بلا فصل طويل ، سواء كان الفصل الطويل بصلاة السنة أو غيرها ، ولا بأس أن يقولها بعد الخروج من المسجد وهو ذاهب إلى بيته ، أو قال بعضها في المسجد وبعضها في الطريق ، إذا كان ذلك عقب الصلاة مباشرة ، إلا أن ذكرها في المسجد أولى وأفضل».
ختام الصلاة
للأسف كثير منا يتعامل مع أذكار الصلاة على أنها لا وذر فيها، وبالتالي إسقاطها أمر عادي، وعدم الاهتمام بها شيء لا يوجب التقصير، بينما كان نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام من بعده لا يفوتونها أبدًا.
وقد أفادت الأحاديث الواردة في الأذكار التي تقال بعد الصلاة أنها تقال عقبها مباشرة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت»، إذن كأن هذه الأذكار هي الحامي والكافي لكل مسلم من النار، فكيف بنا نفوت هذه الفرصة الكبيرة؟!.
وقد علم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الصحابة الأذكار التي تقال بعد الصلاة فقال : «تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً».
اقرأ أيضا:
الخلوات ترفع أقوامًا وتضع آخرين..هكذا ترتقي خلالها وتحصل أعظم الأجر والمغفرةأذكار في دبر كل صلاة
لو تدبرنا قوله صلى الله عليه وسلم: (دبر كل صلاة)، لعلمنا أنه أمر نبوي، فكيف بنا نغفل عن هذا الأمر العظيم، فيما روى مسلم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً»، وفي ذلك يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
«معقبات.. أي كلمات تقال عقب الصلاة ، والمعقب ما جاء عقب ما قبله»، والحديث نص على أن هذا الذكر إنما يقال عقب الفريضة مباشرة ، ومثله ما قبله من الأوراد وغيرها ، سواء كانت الفريضة لها سنة بعدية أو لا ، ومن قال من المذاهب بجعل ذلك عقب السنة فهو مع كونه لا نص لديه بذلك ، فإنه مخالف لهذا الحديث وأمثاله مما هو نص في المسألة.