نجتهد في الدعاء، منا من يطيل، ومنا من يُقصر، ومنا من يردد كلمات كثيرة جدًا، ومنا من يرخ بأعلى صوته أحيانًا، وفي النهاية الكل يتمنى لو أن الله عز وجل يستجيب، إلا أن هناك جملة واحدة علمنا إياها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، لو رددناها لفزنا بخيري الدنيا والآخرة، فهو الذي أوتي جوامع الكلم، وبالتالي السير خلفه وترديد ما يقوله إنما هو الطريق الصحيح نحو الإجابة، ولا شك في ذلك على الإطلاق.
فعن طارق بن أشيم رضي الله تعالى عنه، أنه سمع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وقد أتاه رجل، فقال: يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: «اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، ويجمع أصابعَه إلا الإبهام، فإن هؤلاء تجمع لك دُنياك وآخرتك»، وفي رواية أخرى قال: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني»، فذكر فيه زيادة الهداية.
خير الدعاء
بالتأكيد هناك في الأدعية ما يكون لله، وهناك أيضًا ما يكون لنا، وبالتأكيد أن هذه الكلمات التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هي مما يكون لنا، فكيف لا نتعلمها أو نفوتها؟.
يروى أن أعرابيًا جاء إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله علمني كلامًا أقوله، قال: قل: «لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم»، قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: «قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني».
ويقول المؤرخون إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يرددون هذه الكلمات في كل أوقاتهم، وحتى في صلاتهم، سائلين المولى عز وجل الرحمة والمغفرة والهداية والرزق، وهي جوامع لكل ما يرجوه المرء في الدنيا والآخرة بالفعل.
اقرأ أيضا:
أدعية تخلصك من القلق والتوتر وتبث الطمأنية في قلبكالصلاة هي الدعاء
وقد علم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الصلاة إنما هي الدعاء، وهي الوسيلة للتقرب إلى الله عز وجل، فكانوا لا يتركونها أبدًا، فحتى لو صلى المسلم ولم يسأل الله شيئًا، كان الله بجواره وبجانبه، يعلم مستقره وسره، فيعطيه ما لم يعطه لغيره، حتى دون أن يسأله.
إذ يقول رب العزة في الحديث القدسي : «من شغله ذِكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين»، أيضًا لا ننسى ذكر نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، في صلاتنا، فبه نحصل على كل ما نريد، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك».