بشر النبي صلى الله عليه وسلم بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، فهي سهم لا يُرد ولا يُخطئ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي، لأنصرنكِ ولو بعد حين))؛ رواه الترمذي.
ودعوة المظلوم يستجيب الله تعالى لها حتى ولو كان المظلوم فاجرًا؛ فدعوته مُستجابة، وفُجوره على نفسه، كما أنها على الظالم تصعد إلى الله، فما بالك بدعوة التقي الصالح أو العالم الرباني ومَن بذل نفسه لله تعالى.
وقالوا في الأثر: "احذر دعوة المظلوم وتوقَّها، ورِقَّ لها إن واجهك بها، ولا تبعثك العزة على البطش؛ فتزداد ببطشك ظلمًا، وبعزَّتك بغيًا، وحسْبُك بمنصور عليك، الله ناصره منك".
وعن وهب بن مُنبِّه قال: بنى جبار من الجبابرة قصرًا وشيَّده، فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كُوخًا تأوي إليه، فركب الجبار يومًا وطاف حول القصر فرأى الكُوخ، فقال: "لمن هذا؟"، فقيل: "لامرأة فقيرة تأوي إليه"، فأمر به فهُدِم، فجاءت العجوز فرأته مهدومًا؛ فقالت: "مَن هدمه؟"، فقيل: "الملك؛ رآه فهدمه"، فرفعت العجوز رأسها إلى السماء وقالت: "يا رب، إذا لم أكن أنا حاضرة؛ فأين كنتَ أنتَ؟"، قال: "فأمر الله جبريل أن يَقْلب القصر على من فيه، فقلَبه".
وفي القرآن الكريم دعا موسى على قوم فرعون، فقال موسى عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88].
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما دعا على الذين غرَّرُوا بأصحابه عند بئر مَعونة من قبائل رعْل وذكوان وبني لَحْيان وعُصَيَّة، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم دعا عليهم ثلاثين صباحًا، (والقصة في صحيح البخاري)، كما صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو على مُضَر.
ومن أفضل ما يدعو به المظلوم:
اللهم فرج همي وضيقي وكربى وارفع الظلم عني وعن كل مظلوم يا رب واجبر يا الله بالمنكسر قلوبهم.
حسبي الله ونعم الوكيل فيمن أذاني اللهم بحق جاهك وجلالك وعزتك وعظمتك التي يهتز لها الكون اسألك بعزتك التي يهتز لها العرش ومن حوله اللهم انصرني على من ظلمني اللهم أنك لا ترضى الظلم لعبادتك اللهم أنك وعدتنا ألا ترد للمظلوم فأنت العدل والعدل قد سميت به نفسك اللهم انصرني على من ظلمني.
اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك، اللهم إنى استغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، واستصرخك إذا قعد عنى كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم إنك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعًا بصيرًا لطيفًا قديرًا.
أفوض أمري إلى الله، اللهم أنت الناصر وأنت المعين وأنت على كل شيء قدير اللهم أهلك الظالمين بالظالمين اللهم سلط عليهم عذابك يا جبار السموات والأرض.
اللهم إنا نشكو إليك وحدك وإنك القادر على كل ظالم وكل من ساهم في الظلم والفساد والطغيان.
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك.
اقرأ أيضا:
فضل الصلاة على النبي .. وأفضل الصيغ في هذا