أخبار

لا يلدغ المرء من جحر مرتين.. هل أمر أم نهي؟

بعد ظهوره في دولة إفريقية.. كل ما تريد معرفته عن فيروس ماربورج

دراسة: الجلوس لفترة أقل يساعد على منع تفاقم آلام الظهر

اللين من أخلاق الأنبياء والصالحين.. كيف نحققه؟

منامات الصالحين.. تكشف أعمال السر (بشريات ومواعظ)

لهذه الأسباب الزوجة هي عماد الأسرة.. تعرف على صفات الزوجة الصالحة

أكبر الكبائر.. ذنب عظيم يقع فيه كثير من الشباب

10 مستحبات وسنن عظيمة مأثورة .. تغفر لك ما بين الجمعة والجمعة

10أسباب تعينك علي الخشوع في الصلاة ..وهذه أبرز علاماته .. ثوابه عظيم يشعرك بلذة العبادة

تريد أن تتوب بصدق؟.. هذا أفضل ما تدعو به ليقبل الله توبتك

هل التوبة من كبائر الذنوب مقبولة مثل الصغائر؟

بقلم | خالد يونس | الخميس 09 يونيو 2022 - 08:50 م

أنا شاب مسلم في السادس والعشرين من العمر، أرهقته الذنوب، وأنا أقوم بالبحث عن فتوى عن الصيام، ووجدت موقعكم الجميل، وقررت التكلم عن كل شيء.

أنا أعيش في ألمانيا منذ سنوات، رغم أنه قبل قدومي لم أكن ذاك الشخص الملتزم كثيرا، لكن لم أفعل الكبائر. ومع مرور الوقت أصبحت أتكلم مع الفتيات، وبعد تراكم الكبت بعد ست سنوات فعلت الزنا، وشربت الخمر. رغم أنني محافظ على صلاتي، وأصوم كل رمضان.

حلمي دائما كان أن أجد فتاة أحبها، تقربني من الله، وأن أتزوج، لكن لا أعلم لماذا لم أوفق في ذلك؟ هل بسبب حياتي غير المستقرة (دراستي الجامعية)؟ أم لكثرة الذنوب؟

مع قدوم شهر رمضان الماضي قررت أن أغير من نفسي، وأن ألتزم لكن بعد أسبوع من الكفاح استسلمت، وقمت بممارسة العادة السرية البارحة حتى أنني نمت عليها قبل أن أصلي العشاء بسبب الإرهاق والتعب؛ لأنني كنت أعمل طيلة اليوم صائما، وكنت أبحث عن فتوى إذا يحق لي الإفطار لأنني لم أشرب الماء في الليل، واستيقظت بعد صلاة الفجر عطشان. علمت أنه لا يجوز، ويجب المقاومة، ومن خلالها وجدت موقعكم. كنت بحاجة لأن أتحدث مع شخص يخفف عني هذا العذاب.

الجواب:


قال مركز الفتوى بإسلام ويب: اعلم أيها الشاب أن باب التوبة مفتوح، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا. رواه مسلم.

فتب إلى الله تعالى مما فعلته من الكبائر والصغائر، وسيقبل الله تعالى توبتك، ويغفر ذنبك ويسترك، وإن أصررت فإنك على خطر عظيم.

وقد أصدرنا عدة فتاوى في بيان كيفية التوبة من العادة السرية، ونصائح معينة على مداومة التوبة، وعدم مراجعة الذنوب.

المركز كان قد قال في فتوى سابقة مشابهة: والواجب عليك حمل نفسك على التوبة الصادقة، ومجاهدتها على سلوك طريق الاستقامة، واتخاذ الأسباب المعينة على ذلك.

وإياك واليأس من قبول التوبة؛ فإن الله يقبل توبة من تاب من الذنوب توبة نصوحًا، مهما كانت الذنوب، إذا استوفيت شروط التوبة، ويدل لهذا قول الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {الشورى:25}، وقوله سبحانه وتعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى{طـه:82}.

ويدل له ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد.

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عبدًا أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ، أذنبت، فاغفر لي، فقال ربه: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ، أذنبت آخر، فاغفره؟ فقال: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، قال: ربِّ، أذنبت آخر، فاغفره لي، فقال: أعَلِمَ عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثلاثًا، فليعمل ما شاء. ولمعرفة شروط التوبة النصوح، انظر الفتوى: 5450.

ومما يعين على مداومة التوبة، وعدم مراجعة الذنب: دوام الفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والأمور الجسام، والتفكّر في أسماء الرب تعالى وصفاته، والعلم بأنه مطلع على العبد، لا تخفى عليه خافية من أمره، وقد قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعـات:40-41].

ومما يزهد العبد في المعصية أن يعلم أن لذتها عابرة لا تلبث أن تزول، ثم يعود العاصي إلى نكد وضيق أعظم مما كان عليه قبل المعصية، قال ابن القيم: إِن حقيقة العبد روحه وقلبه، ولا صلاح لها إِلا بإلهها الذي لا إِله إِلا هو، فلا تطمئن في الدنيا إِلا بذكره، وهي كادحة إِليه كدحًا فملاقيته، ولا بد لها من لقائه، ولا صلاح لها إِلا بمحبتها، وعبوديتها له، ورضاه، وإِكرامه لها.

ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل، لم يدم له ذلك، بل ينتقل من نوع إِلى نوع، ومن شخص إِلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت، ثم يتعذب به ولا بد في وقت آخر، وكثيرًا ما يكون ذلك الذى يتنعم به، ويلتذ به غير منعم له ولا ملذ، بل قد يؤذيه اتصاله به، ووجوده عنده، ويضره ذلك، وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذة الأَظفار التي تحكه، فهي تدمي الجلد، وتخرقه، وتزيد في ضرره، وهو يؤثر ذلك لما له في حكها من اللذة، وهكذا ما يتعذب به القلب من محبة غير الله هو عذاب عليه، ومضرة، وأَلم في الحقيقة، لا تزيد لذته على لذة حك الجرب. اهـ. من طريق الهجرتين.

فمن أعظم المصائب على العبد أن يجد راحته ولذته حين يعصي الله.

اقرأ أيضا:

لا يلدغ المرء من جحر مرتين.. هل أمر أم نهي؟

اقرأ أيضا:

لاتقاء الحسد.. هل يجوز ادعاء الفقر؟


الكلمات المفتاحية

المعاصي التوبة الزنا العادة السرية شهر رمضان

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled باب التوبة مفتوح، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ،