كنت أرى أحد المسلسلات لفترة طويلة، ولم أشعر بذنب النظر إلى النساء فيه، فهل هذا يعني أني استحللت ذلك؟ وأشعر أني كنت أقول في نفسي: إنه شيء عادي؛ فأنا لا أنظر بشهوة، ولا أعلم إن كنت أعلم في ذاك الوقت أن حكم النظر إلى الأجنبية بشهوة، أو بغير شهوة هو حكم واحد.
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: إن عدم شعورك بالذنب عند ارتكاب المحرم، لا يقتضي استحلاله؛ فالاستحلال هو: اعتقاد الإباحة، وإنكار التحريم، قال ابن تيمية في الصارم المسلول: الكفر إذا كان هو الاستحلال، فإِنَّما معناه: اعتقاد أَنَّ السبَّ حلالٌ؛ فإِنَّه لمَّا اعتقد أَنَّ ما حرَّمه الله تعالى حلالٌ؛ كفَرَ، ولا رَيْبَ أَنَّ من اعتقد في المحرَّمات المعلوم تحريمها أَنَّها حلال؛ كفر.
المركز أوضح في فتوى سابقة الأمر فقال: أما (حب الشخص لمعصية وفرحه بها، والركون إليها، مع الرضا بفعلها، ولكن بدون استحلالها ) فليس ذلك بكفر، وإنما الكفر في استحلال المعصية المحرمة تحريما قطعيا باعتقاد بطلان الحكم بتحريمها، بخلاف استحسان المحرم استحسانا طبعيا، للميل لها واشتهائها، مع الجزم بحرمتها، كما هو حال المسلم عند فعل المعصية، فإن هذا ليس بكفر.
قال الهيتمي: محبة ما أبغضه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو عكسه لا يتجه فيه الكفر؛ إلا إن أحب ذلك من حيث كون الشارع يبغضه، أو أبغضه من حيث كون الشارع يحبه، بخلاف ما لو أحبه أو أبغضه لذاته، مع قطع النظر عن تلك الحيثية، فإنه لا وجه لإطلاق الكفر حينئذ. اهـ. (الإعلام بقواطع الإسلام).
اقرأ أيضا:
لا يلدغ المرء من جحر مرتين.. هل أمر أم نهي؟اقرأ أيضا:
لاتقاء الحسد.. هل يجوز ادعاء الفقر؟