مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك تمامًا وأتفهم موقفك، وأنت لها إن شاء الله، سيقويك الله وسيصغر الحزن، وسيكبر صغيرك ويكون لك سندًا ودعمًا، ويقينك في هذا كله هو أول خطواتك لتجاوز الصدمة.
أنت يا عزيزتي صمام الأمان لصغيرك، لذا لابد أن تطمئني أنت أولًا على صحتك النفسية، وتعافيك من صدمة الفقد، حتى يمكنك القيام بدورك الرئيس والمركزي مع ولدك.
لابد أن يشعر صغيرك من خلالك بالقوة والأمان والحماية، وأنك جيشه وسنده وظهره الحامي، ولابد أيضًا من البحث عن بديل "رجل" من خلال العائلة، سواء كان هذا من الأخوال، العمام، أبناءهم الكبار، إلخ، ولابد أن ينخرط طفلك في مجموعات عمرية، آمنة، مع الأقران داخل العائلة وخارجها.
لا تعوضي فقد الأب بالتدليل، بل لابد من الحزم، وتربية ابنك بشكل رجولي حتى تتكون شخصيته بشكل سوي، ومسئول.
تعاملي معه بالحكمة، والاحتواء، واقبلي مشاعره ودعيه يعبر عنها، لا تنكريها عليها، وفي كل الأحوال ثلاثة أرباع العملية التربوية تقع على كاهل الأم سواء كان الأب متواجدًا وعلى قيد الحياة أم تم فقده بأي صورة، فلا تجعلي من فقد والده "مأساة" أو تشعريه أنه "منكوب"، "قليل الحظ"، فابنك ليس وحده من أصابه هذا القدر في زمانه ولا أزمان سبقت أو تالية، بل حدثيه أن كثير من العظماء في العالم كانوا أيتامًا، ولم يؤدي هذا لضياعهم، واذكري له قصص هؤلاء حتى لا يكون حديثك إنشائيًا بدون دليل.
وأخيرًا، قوّ نفسك يا عزيزتي، واعتن بها، وتذكري دائمًا أنه كما تكون الأم يكون أبناءها، إن قوية أقوياء، وإن ضعيفة ضعفاء، وإن قلقة قلقون، وإن هادئة هادئون!
ودمت بكل خير ووعي وسكنية.