لا يتوقف أثر الذنوب والمعاصي على زوال النعم والاكتئاب وقلة البركة، وعقاب الله في الدنيا والأخرة، فقط، ولكن يصل أثر المعصية للنائم في نومه، حيث يصيبه بحالة من الفزع وكثرة رؤية الكوابيس والأحلام المفزعة، نظرا لإحساس العاصي بالذنب دائما، فينتابه حالة من القلق، نتيجة عدم الاطمئنان لما يفعله من معاصي، فيصل في نومه لحالة من الكوابيس والإحساس بالسقوط من مكان مرتفع.
فهناك أشخاص كثيرون يشعرون وهم نائمون أنهم يسقطون من مكان مرتفع، فيستيقظون في حالة مفزعة، نتيجة هذا الشعور المخيف، وهو شعور يحدث نتيجة حالة الارتباك التي يمر بها العاصي، وعدم الاطمئنان، وربما يأتي لطفا من الله عز وجل في صورة تحذير من الله عز وجل لعبده العاصي الغافل، بأنه يوشك على السقوط بالمعصية في النار يوم القيامة، فيجب أن يتوقف عن معصيته.
فحينما يشعر أحدنا أنه يسقط من مكان مرتفع، فيحدث له هزة مرعبة في جسده، قد تودي للوفاة وهو نائم، وقد يستيقظ فجأة في منتصف الليل، ويكاد تقفز تقريبًا من السرير لأنه شعر وكأنه يسقط في الفراغ، ما قد يجعله يتعرض لصدمة.
وقد فسرت دراسات حديثة أسباب هذه الظاهرة المخيفة، إنه حينما يغادر الوعي أجسادنا عندما نغفو، يبدأ الدماغ في العمل بشكل مختلف عما هو عليه عندما نكون مستيقظين، وأثناء هذا الانتقال من اليقظة إلى النوم، يمكن أن يحدث شيء يعرف باسم الارتعاش النومي، ورعشة النوم هي الحركة المفاجئة التي تشبه النفض، هذا الشعور الذي نشعر به عندما يخيفنا شيء ما فجأة.
وهذه الحركة الغريبة هي نتيجة لتشنج رمعي عضلي، وهو رعشة مفاجئة لا إرادية لعضلة أو مجموعة من العضلات يمكن أن تحدث على نحو منفصل أو بالتسلسل، على سبيل المثال، هو شكل آخر شائع جدًا من التشنجات الرمع العضلي.
اظهار أخبار متعلقة
وتتكون هزات النوم عادة من انقباض واحد وترتبط بإحساس السقوط، أو بداية حلم (سواء بصري أو سمعي)، أو هلوسة تنويم التي تحدث عندما ينام الشخص.
وفسرت الدراسات هذه الكوابيس والأحاسيس بأنه قد تكون لبعض الأسباب كالتالي:
1- النشاط البدني: يمكن أن تؤدي ممارسة الرياضة في وقت قريب جدًا من وقت النوم، إلى تحفيز جسمك بشكل مفرط وتجعل من الصعب جدًا النوم مبكرًا.
2- القلق والتوتر: النوم مع الكثير من القلق يمكن أن يبقي عقلك نشيطًا لفترة أطول من اللازم، وهذا بدوره قد يتسبب في إرسال إشارات تحذير حتى أثناء نوم الجسم.
3- الكافيين والمنبهات الأخرى: تؤثر هذه المنتجات وغيرها من المنبهات على قدرة الجسم على النوم بشكل طبيعي، والحصول على نوم عميق بالليل.
4- الحرمان من النوم: قد تكون اضطرابات النوم الأخرى وعادات النوم السيئة مرتبطة أيضًا بهذه التشنجات.
اقرأ أيضا:
رأيت أن أبي يعطي أموالا في المنام.. فما معنى هذا؟آثار المعصية
- الشعور بالوحشة في القلب؛ وتبدأ الوحشة بين العبد وربه، ثمَّ تنتقل لعلاقة العبد المُذنب مع العباد، حتى يشعر بها أقرب الناس إليه.
- عدم التوفيق في حياته؛ مع الشعور بتعسّر الأُمور، فيرى الأبواب مُغلقة في وجهه، بخلاف من اتقى الله تعالى، فإنَّه يجد من كل هم فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً.
- الضعف في بدنه؛ فالمؤمن يجد قوة في قلبه تنعكس على سائر بدنه، وإن كان العاصي قوي في بدنه، فإنَّه شديد الضعف عند الحاجة.
- الحرمان من الرزق؛ فكما ارتبطت سعة الرزق بتقوى الله تعالى، فإنَّ أكثر ما يجلب الفقر هو البعد عن تقوى الله وطاعته، ويكون ترك التقوى باقتراف الذنوب والمعاصي وترك الفرائض والواجبات.
- نزع البركة من العمر؛ فمن أقبل على الذنوب ضاعت أيامه، فحياة الإنسان الحقيقية تُقدّر بالأوقات التي قضاها بطاعة الله – تعالى - وعبادته.
- الحرمان من فعل الطاعة.
- الذل في نفسه؛ فالعزيز من أطاع الله وخالف هواه.
- الهوان على الله وعلى الناس؛ فمن هان على الله ينزع كرامته من أهل المعصية، بخلاف أهل الطاعة، يقول أبوالدرداء رضي الله عنه: (إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر).
- فقدان البصيرة فيستحسن القبيح، ويستقبح الحسن، ولا يكتفي بفعل الذنوب وإنَّما يدعوا الناس إليها ويُزيِّنها لهم.
- التعود على الذنوب والمعاصي والاعتياد عليها؛ فبعض العُصاة يصل إلى التفاخر بمعصيته دون أن يرى قُبحها، ويتألم بالبعد عنها.
- الغفلة في القلب؛ فتكاثر الذنوب يؤدي إلى صدأ القلب، يقول الحسن رحمه الله: (هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب)، فيشعر وكأن على قلبه غلاف ويأسره الشيطان.
- نزول النقم، يقول ابن القيم: (ومن تأثير المعاصي في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل، ويمحق بركتها، وكثير من هذه الآفات أحدثها الله – تعالى - بما أحدث العباد من الذنوب).