أخبار

وصفة رائعة لإزالة أثر السحر باستعمال ورق السدر.. تعرف عليها

من هو النبي الذي أضاعه قومه؟

أصحاب القرية .. جاءتهم ثلاثة رسل وأصروا على الكفر وهذه كانت نهايتهم

هل الملائكة تلعن من يتأخر في الاغتسال من الجنابة؟ (المفتي يجيب)

من أين جاءت أرقامنا العربية؟ ولماذا تركنا أرقامنا الحقيقية للإنجليزية؟

تعلم من النبي كيف تكون حاسمًا ومتى تكون لينًا سهلاً؟

أفضل ما ورد في الدعاء للميت خلال صلاة الجنازة عليه

بكاء الميت في المنام؟!

أسماء الله الحسنى.. كنوز من الفضائل من أعظمها دخول الجنة وإجابة الدعاء وتفريج الكروب

أستغفر ولا أقلع عن المعصية.. هل هناك دعاء يساعدني على التوبة؟

إذا كان الله جعل الأرض واحدة لكل الناس فلماذا لم يطبق الناس هذا المبدأ الإلهي؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | أنس محمد | الاثنين 20 يونيو 2022 - 09:56 ص

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64]

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:



قوله تعالى: { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً } [غافر: 64] أي: مستقراً لكم تعيشون عليها، وكلمة (لَكُمْ) أي: لكل العباد، وهذه يشرحها قوله تعالى في سورة الرحمن: { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } [الرحمن: 10] هكذا على العموم، فأيّ ارض وأي أنام؟ لم يحدد.

الحدود بين الدول

إذن: فالأرض كل الأرض للأنام كل الأنام، لكن أهذا المبدأ هو واقع حياتنا؟ لا، وما حَلَّ الفساد بالعالم، وما وقع الناسُ في الأزمات وضيق العيش إلا بسبب عدم تطبيق هذا المبدأ.

ففي الكون الآن أرض بلا رجال، وفي مناطق أخرى رجال بلا أرض، والسبب في ذلك تلك الحواجز التي وضعها البشر تحُول بين عباد الله وأرضه.

ولك أنْ تقرأ قول الله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ قَالْوۤاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا.. } [النساء: 97].

لكن يا رب، كيف لنا أن نهاجر وقد جعلوا على الأبواب حواجزَ وسدوداً وحدوداً وقوانينَ للدخول ما أنزل الله بها من سلطان؛ لذلك انظر إلى الخريطة وتأمل حدود الدول المختلفة تجدها حدوداً متداخلة وغير منظمة، وفي بعض المناطق تجد الحدود غير واضحة أو مُختلفاً عليها، وفي بعض البلاد تجد الحدود بؤراً للخلاف والنزاعات بين الدول.

هذا إنْ دلَّ فإنما يدلّ على أن الأرض أرضٌ واحدة للجميع، لما طرأ عليها الإنسان قسَّمها وجعل عليها حدوداً، خلقها الله واحدة منفتحة واسعة، حتى إذا ضاقتْ عليك الأسبابُ في بقعة منها فاذهب إلى أخرى وانطلق في أرض الله، وإذا لم يطبق هذا المبدأ الإلهي فلن تحلَّ مشاكلنا، وسوف تظلّ الأزمات تطحن الناس.

الاستقرار في الأرض

والاستقرار في الأرض على نوعين: استقرار للحياة والحركة، واستقرار للراحة والهدوء، فالواحد منا له بيت يعيش فيه ويأوي إليه وهو مُستقره ومكان راحته ومبيته، لذلك نسميه بيتاً.

وله أرض يسعى فيها ويطلب الرزق والحركة؛ لذلك قال سيدنا إبراهيم: { رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ } [إبراهيم: 37] وقال: { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً } [البقرة: 126] فالأولى قرار للمبيت وللراحة، والأخرى قرار للحركة والسعي.

وتلحظ أن قرار المبيت والراحة خاصّ بك، أما قرار الحركة فمشترك مع غيرك، وأن الأرض ليست قراراً لك في حياتك الدنيا فحسب، إنما هي قرار لك حتى بعد موتك { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ } [طه: 55].

وقوله تعالى: { وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً } [غافر: 64] أي: بناءً محكماً لا اختلالَ فيه، والبناء معروف أنه يقوم على عمد تحمله؛ لذلك قال تعالى: { بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } [الرعد: 2] إما بغير عمد موجودة أصلاً، أو يوجد عمد تحملها لكنكم لا ترونها، فالعمد موجودة لكن لا تدركها حواسُّكم.

فالسماء محمولة بقدرة الله سبحانه، ولم لا والأرض التي نعيش عليها ما هي إلا كُرة مُعلّقة في الهواء، فَلِمَ لا تقع رغم ثقلها؟

اقرأ: { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } [فاطر: 41] يعني: لا أحدَ يمسكهما بعد الله.

ثم يعطينا الحق سبحانه مثلاً حسّياً يقرب لنا قدرة الله في حمل السماء والأرض، فيقول: خذوا من الحسِّيات التي تدركونها دليلاً على ما غاب عنكم { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } [الملك: 19].

نعم، نحن نرى الطير في جو السماء يقف في الجو بلا حركة هكذا، ومع ذلك لا يقع، فمَنْ يمسكه؟ يمسكه ربه عز وجل بقدرته، كذلك يمسك السماوات والأرض بقدرته.

وقوله: { وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ } [غافر: 64] بعد أنْ تكلم سبحانه عن الأشياء الكونية الخارجة عنَّا كالليل والنهار والسماء والأرض يتكلم هنا عن شيء في أنفسنا، لأنه قال سبحانه: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } [فصلت: 53].




سمات لكل شخص

قوله: { وَصَوَّرَكُـمْ } [غافر: 64] أي: جعل لكم شكلاً مميزاً تتميَّزون به، ثم جعل لكم سماتٍ خاصة تتميز بها الأشخاص ليتم التعريف بحيث لا يفعل أحد فعلاً ويستتر منه في آخر.

فتمييز الأشخاص هنا مهم حتى يُنسب الفعل إلى صاحبه { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ } [غافر: 64] أي: جعلها أحسن صورة بين المخلوقات، وكان سبحانه قادراً على أنْ يُصوِّر الإنسان على أية صورة، كأنْ يمشي على أربع مثلاً مثل الحيوانات، لكنه كرَّمه وأحسن شكله، وجعله يمشي معتدلاً مرفوعَ القامة.

يقول تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ * ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } [الانفطار: 6-8] يعني: في أحسن صورة وأجمل شكل وأعدله.

بعد ذلك { وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } [غافر: 64] ذلك لاستبقاء الحياة بالقوت، لكنه لم يذكر هنا الزواج الذي به استبقاء النوع، فأعطانا هنا لمحة وترك الأخرى لموضع آخر حتى لا يخلوَ مكان من كتابه من إعجاز في خَلْقه.

{ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [غافر: 64] يعني: تنزَّه وتقدَّس وجاء منه البركة، وجاء منه الفضل، وجاء منه الإمداد.

وكلمة (تَبَارَكَ) أخذتْ حظّها من كتاب الله، نجدها للأمور المادية الحسِّية، ونجدها للمعنويات وللمنهج الذي وضعه اللهُ لاستقامة حركة الحياة، فالله جعل لك الجسمَ المادي، وجعل لك الروح التي يعيش بها هذا الجسم.


https://www.youtube.com/watch?v=fGFaV6snJZM

الكلمات المفتاحية

اختلاف الناس اختلاف الأمم أرض الله واحدة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ