الخوض في سيّر الملائكة، أمر لابد أن يثبت بالقرآن الكريم، أو السنة النبوية، أما ما دون ذلك، فهو قد يكون من واقع (محاولات لفهم هذا العالم الغيبي) الذي لا يعلمه سوى الله عز وجل، ولكن هناك بعض الأمور التي تكشف لنا بعضًا من أمورهم، ومنها مثلا أن بعضهم لم يكن يضحك أبدًا.. والملائكة عددهم كثير، لا يعلم عددهم إلا الله تعالى.

ومنهم من ذكر في القرآن الكريم كـ الأمين جبريل عليه السلام، وميكائيل، يقول الله تعالى: «مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ»، وهناك مالك، وهو خازن النار والمسؤول عنها، قال تعالى: «وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ»، وهناك أيضًا هاروت وماروت، وقد ذكر اسمهما في قوله تعالى: «وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ».

الإسراء والمعراج

وأما عن ضحك أحدهم أو بكائه، فقد روي في رحلة الإسراء والمعراج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : «تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا ، فلم يلقني ملك ؟ إلا ضاحكًا مستبشرًا ، يقول خيرًا ويدعو به حتى لقيني ملك من الملائكة . فقال مثل ما قالوا ، ودعا بمثل ما دعوا به ، إلا أنه لم يضحك ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره . فقلت لجبريل : يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك ( إلي ) ، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم ؟ قال : فقال لي جبريل : أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك ، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك ، لضحك إليك ، ولكنه لا يضحك هذا مالك خازن النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت لجبريل وهو من الله تعالى بالمكان الذي وصف لكم مطاع ثم أمين : ألا تأمره أن يريني النار ؟ فقال : بلى ، يا مالك ، أر محمدا النار . قال : فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت . حتى ظننت لتأخذن ما أرى قال : فقلت لجبريل : يا جبريل مره فليردها إلى مكانها . قال : فأمره ، فقال لها : اخبي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه . فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها».

اقرأ أيضا:

أقسم به وفضله على غيره.. أسرار وثواب وفضل يوم عرفة ولماذا اختاره الله للحج الأعظم؟

الملك ميكائيل

أيضًا الملك ميكائيل يروى أنه لا يضحك، فقد أخرج الإمام أحمد من حديث أنس عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا جبريل ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكًا قط»، فقال جبريل إن ميكائيل لم يضحك قط منذ أن خلق الله النـار، هذا يعني أن ميكائيل خلق قبل خلق الله للنار، ومن ثمّ فإنه حين خلق الله النار حزن وخاف ميكائيل.

وهذا الخوف خوف عظيم ويجب أن يكون ذلك مفيدًا للعبد، لأن الخوف جزء من الإيمان، وخوف الملك ميكائيل يعتبر عبرة لأن الملائكة تخاف الله وتهابه ولا تعصيه أبدًا، وبرغم ذلك خاف ميكائيل الذي لا يعصي الله ولم يضحك منذ أن رأى النار، لذلك يجب أن يخاف العبد الذي يرتكب الكثير من الأخطاء والمعاصي التي تغضب الله وتجعله معرضَا أن يدخل النار والعياذ بالله.