عمري 32 عامًا، خريجة جامعية ولا أعمل،  تقدم للزواج مني رجل مطلق، ميسور، يبلغ من العمر 52 سنة، ولديه ثلاثة أبناء، وأنا أريد إعفاف نفسي مع رجل غني، وناضج، ولا أتخيل أنني سأتزوج من شخص من جيلي فغالبا سيطلب من هي أصغر مني كما أرى حولي مرارا وتكرارا،  فهل أقبله أم ماذا؟!

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

ما أشد هذه المواقف على نفس كل فتاة، مع كل طارق يأتي، إنها الأخماس والأسداس،  وحديث النفس، وهواجس القلق والتوتر والحيرة، وهذا كله طبيعي ومن سنة الحياة في هذه المواقف أن نقف على طرفي نقيض، فرح شديد وقلق أشد.

وهنا يحسن بنا أن نوازن بين أمرين، استشارة من الخارج فمن يري خارج الكادر ليس كمن هو بداخله، ثم رأي أخير لمن هو في الحالة  " أنت " فلا يعرف أحد ما بداخلك واحتياجاتك ورغباتك وظروفك  غيرك، لذلك  في القرارات دائما لابد أن نستخير ونتحمل نحن مسئولية اتخاذ القرار بالنهاية، الأمر لنا وحدنا.

 بداية من حقك اختيار العيش مع رجل ناضج، وميسور، ولكن ماذا عن فارق الـ 20 عامًا ؟!

ربما يقول لك البعض أن هذا الرجل سـ" يدللك "  الدلال الحق، الذي تنشده الأنثى، لأنه سيكون سعيد بشبابك الذي سيستمتع به، وربما ينعكس عليه، وهذا صحيح ولكن لفترة، الله وحده أعلم ستطول أم تقصر،   متعلقة بمتغيرات كثيرة منها العمر، الملل، الفهم، التقلب العاطفي، الضغوط الحياتية إلخ ، هذا صحيح ولكنه مرتبط أيضا بمتغيرات كثيرة من أمثلة طبيعته كرجل فبعض الرجال لا يعرفون ذلك مهما كان عمرهم وخبراتهم، أو أن طريقته في التدليل لن تعجبك، هناك تصورات كثيرة في هذا الشأن، فلا تتخيلي أو تتوقعي توقعًا مثاليًا واحدًا، حتى لا تصدمي، تكاشفي مع نفسك،  ولا تكن نظرتك عند الأقدام، فالحياة الزوجية عمر وعشرة ممتدة وليست مؤقتة.

أما النقطة التالية المهمة فهي :

هل تعلمين ما يعتري الرجال في هذه المرحلة العمرية التي لا تشبه مرحلتك البتة؟!

إنه يوشك توديع الكهولة إلى الشيخوخة، ولذلك أحوال نفسية أميل إلى العزلة والهدوء، والمكث في البيت، " لو طبيعتك الشخصية على الرغم من مرحلتك العمرية تميل لمثل ذلك فلا بأس ولا مشكلة إذا"، والإحباط والعصبية بسبب بداية ظهور آثار العمر، ومعاناته بعض أمراض عضوية، " سكري ، ضغط، بروستات، آلام مفاصل وعظام، ضعف في السمع .. إلخ  مما هو ليس بملكه وإنما قدر الله، ولا يستطيع انسان إيقاف تلك الآثار التي يرسمها مرور الزمن، فهي سنة الله في خلقه، وهذه  ربما تسبب الإكتئاب بحسب طبيعته النفسية والشخصية وظروفه، وضغوطه، وطريقة تفكيره، أضف إلى ذلك غيرته الشديدة عليك والتي هي غير ظاهرة لك الآن، وهذا طبيعي لمن في عمره على من هي في مثل عمرك، فهل ستطيقين ذلك كله؟!

معرضة أنت لإهمال ما ربما يكون شديد نتيجة مرحلته العمرية حيث يقل التجاذب الجنسي عادة، أو انتقادات لاذعة  بسبب تباعد الأجيال، ما يعني أفكار وتصورات مختلفة، ومعرضة بالتأكيد لتحكم وسيطرة غير مبررة أو مبررة  بأنك زوجته الشابة مطمع العيون والعقول!!

هذا هو العام والشائع مما يعتري الرجال وهو نسبي بالطبع، فهل ستتحملينه تطبيقًا على شخصيته التي أنت وحدك تعرفين "بعضًا" عنها الآن؟ وإن كنت أؤمن شخصيًا وواقعيًا أن المعرفة التامة لا تتم إلا بعد الزواج والإنكشاف الكلي التام؟!

وماذا عن أحواله مع زوجته السابقة، هل توافرت لديك بعض معلومات عن طبيعة علاقته بها وسبب الخلافات، هل من الممكن أن يعود إليها،  وهل ستتحملين أنت ذلك،  أما يساره المادي فما هو حجمه، وهل هو متناسب مع زيادة إلتزاماته المادية تجاه أولاده التي ستزيد كلما كبروا، أم أنك بالنهاية ستكتشفين أنه مقارنة بما هو مطالب به ليس ميسورًا وأن ما جذبك كان وهمًا ؟!

تأكدي يا عزيزتي مما جذبك للرجل على الرغم من فارق عمري أرجو أن لا تستهيني به، خشية الندم، ومكابدة الشجن مستقبلًا عندما تصبحين أربعينية،  شابة،   تهفو نفسك لشبيه يفهم ويشبع احتياجاتك،  وهو على مشارف السبعين، فاقد للكثير مما تتطلبه مرحلتك وربما طبيعتك الشخصية،  وليس بملكه صنع شئ لك،  وعندها لن ينفعك يساره المادي ولا حتى نضجه، وربما تتمنين موته،  ولن تشعري حينها سوى بظلمك إياه ونفسك.

فكري من جديد، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اقرأ أيضا:

اقرأ أيضا: