ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله فى هذه الأيام قيام الليل حيث يختبر العبد بربه فيناجيه ويبسط الدعاء ويكثر الثناء والذكر.

فضل قيام الليل:

وقيام الليل سمت الصالحين ودأب الصحابة والتابعين ففي حديث أبي أمامة الباهلي حيث قال: (عليكمْ بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، وقربةٌ إلى اللهِ تعالى، ومنهاةٌ عنِ الإثمِ، وتكفيرٌ للسيئاتِ، ومطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ).

الله يتجلى على عباده:

 ومن فضل قيام الليل أن الله تعالى يتحلى على عباده فى الثلث الأخير من الليل ليستجيب دعاءهم، ففي الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم يقول صلى الله عليه وسلم: (ينزلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبُ له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرُني فأغفرُ له).

قيام الليل يحتاج مجاهدة:

ولأن قيام الليل من العبادات الجليلة التى يحبها الله جدا ويقرب من يقوم بها فإن أداء هذه العبادة يحتاج مجاهدة فى ترك النوم والقيام للصلاة والمناجاة لكن الله وعد من يجتهد نفسه بجزيل الاجر والثواب ففي الحديث أنه قال لعائشة: (أجرك على قدر نصبك)، وفي حديث معاذ ما يدل على ذلك، وأن مجاهدة النفس في قيام الليل من أسباب دخول الجنة، ونيل أفضل الثواب؛ فلما سأله معاذ: "يا نَبيَّ اللهِ، أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ، ويُباعِدُني مِن النَّارِ" قال فيما قال: (وصَلاةُ الرَّجُلِ في جَوفِ اللَّيلِ، ثُمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة: 16-17].

وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة: (ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

وروى الطبراني في معجمه الكبير وابن المبارك في الزهد: (فضل صلاة الليل على صلاة النهار، كفضل صدقة السر على صدقة العلانية).

قيام الليل شرف المؤمن:

جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس) 

فما أجمل أن يجتهد المسلم فى هذه الأيام بأداء هذه العبادة الجليلة وغيرها من العبادات.