ورد ذكر الباقيات الصالحات في القرآن الكريم بسورة الكهف، وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأجمع العلماء على أنها ما يلتزم به المسلم من ذكر الله تعالى في كل وقت وحين وخاصة بعد الصلوات الخمسة، فينبغي على المسلم أن يواظب عليها بحيث لا تمر لحظة من عمره إلا وكان فيها طاعة إلى الله تعالى ويقول سبحانه وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}.

وجاء ذكر الباقيات الصلحالت في قوله تعالى: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)".

فكل ما تذكر به ربك هو الخير الباقي لك يوم القيامة، وكل ما ترطب به لسانك من ذكر الله هو الذي سيظل معك في صحيفة أعمالك، وفي قبرك، وهو خير ما يتبقى منك، فكل بن آدم زائلون ولا يتبقى منهم سوى أعمالهم وما حصدته ألسنتهم، فإذا ذكرت ربك في ملأ ذكرك في ملأ خير منه، وإذا ذكرت ربك في نفسك ذكرك في نفسه سبحانه وتعالى.

قال تعالى: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) .

اقرأ أيضا:

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

ماهي الباقيات الصالحات؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الْمِلَّةُ - الشريعةُ أو الدِّينُ -، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ).

وأفضل ما نسبح به الله تعالى بالقول:{سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله} فننزه ربنا عن كل نقص فهو رب العالمين.

فالله هو الواحد الأحد الفرد الصمد، ليس هناك من يتألى عليه وليس هناك عظيما سواه وليس هناك أحدا يتحكم في هذا الكون إلا إياه سبحانه وتعالى رب العرش العظيم .

والتسبيح بـ{سبحان الله} في الركوع وفي السجود {سبحان ربي العظيم-سبحان ربي الأعلى-سبوح قدوس رب الملائكة والروح} ننزه بها ربنا عن كل صورة وشكل.

ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يكن له كفوا أحد فليس هناك من هو كفء له سبحانه وتعالى، وليس هناك أحد يشاركه في ملكه، و{لا إله إلا الله} عنوان حياة المؤمن والدنيا والآخرة .
و{الله أكبر} وهي التي يدخل بها المسلم في الصلاة، وبعد ذلك تتبرأ من قوتك وحولك وتعلم الحقيقة في أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فتسلم وتتوكل عليه سبحانه وتعالى وترضى بقضائه وقدره.

و{لا حول ولا قوة إلا بالله} يقول سيدنا ﷺ: «أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ».

ومفتاح الأمر أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن صاحب هذا العالم هو الله، وأنه هو الملك القدوس، فلا ملك في الحقيقة إلا له ولا حول ولا قوة إلا به، ولا يكون في كونه إلا ما أراد والله - سبحانه وتعالى - هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو الذي يرزق من يشاء ويقدر على من يشاء وهو الذي يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.