الصلاة هي الركن الثاني من الإسلام، وقد يعتبرها بعض العلماء أنها الركن الأهم، ذلك أنها لا تسقط أبدًا عن المسلم مهما كانت ظروفه، فحتى لو كان قعيدًا تمامًا، لن يسقط عنه فرض الصلاة، ولكن لإتمامها على الشكل المطلوب الذي يريده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، على المسلم أن يعرف جيدًا أن هناك مبادئ هامة لإتمام إقامة هذه الصلاة، قال تعالى: «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ» (البقرة 3).
إذ أن من إقامة الصلاة أن تطمئن في كل ركن، تقرأ بهدوء وتقف عند كل آية.. ومن إقامة الصلاة أيضًا أن يكون عندك استعداد تام لعمل كل خير والبعد عن الشر، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. ومن إقامتها أيضًا أن تكون في سلام مع الأكوان، فأنت تُنهي الصلاة بالسلام وتخرج منها في سلام؛ لتحيا بعدها في سلام مع كل من حولك، وتكون بهذا السلام خير داعية لله عزوجل.
الطمأنينة في الصلاة
على كل مسلم أن يعي جيدًا أن الطمأنينة في الصلاة ركن لا تصح الصلاة إلا به، ودليل ذلك حديث المسيء في صلاته.
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: «ارجع فصل فإنك لم تصل» ثلاثاً فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، وافعل ذلك في صلاتك كلها».. وهذا هو مذهب جمهور العلماء، فيما قال الحنفية: الطمأنينة مستحبة، وليست ركنًا، وهم محجوجون بالحديث المذكور، وعليه، فإذا كانت السرعة تخل بالطمأنينة فإن الصلاة باطلة، وإن كانت لا تخل بالطمأنينة فالصلاة صحيحة، وعلى كل مسلم أن يعلم أن حد الطمأنينة أن تستقر الأعضاء على هيئة الركن قيامًا وقعودًا وركوعًا وسجودًا.
اقرأ أيضا:
رحمة الله سبقت غضبه .. ما معنى هذا؟نهي عن الفحشاء والمنكر
أيضًا الصلاة لابد أن تنهي من يقيمها عن الفحشاء، فلا يصح أن ينتهي من صلاة العشاء مثلا، ثم يذهب ليشرب ويسكر، قال تعالى يؤكد ذلك: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ» (العنكبوت 45)، فالآية الكريمة تأمر بإقَام الصلاة، وتبين أن في إقامتها انتهاءً عن فعل الفحشاء، وارتكاب المنكر.
روى الطبري عن الحسن أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «من لم تأمره صلاته بالمعروف، وتنهه عن المنكر، لم يزدد بها من الله إلا بُعدًا»، بمعنى أن صلاة العاصي لا تؤثر في تقريبه من الله، بل تتركه على حاله ومعاصيه، من الفحشاء والمنكر والبعد، فلم تزده الصلاة إلا تقرير ذلك البعد الذي كان سبيله.