أخبار

خطوات سهلة لتحافظ علي برّ الوالدين.. يكشفها عمرو خالد

10 أطعمة تساعد على إبطاء الشيخوخة وتعزيز الكولاجين

ما كفارة من غش فى مواصفات السلعة؟

3 حالات احذر تنظيف الأسنان فيها

طالب النبي بالخلاصة من أجل النجاة.. فأوصاه بهذا

مع شدة الابتلاء كيف تسلم أمرك لله ليأتي الفرج؟.. وصية ذهبية من النبي لابن عباس

كيف نحفظ القلب من الهوى؟

نماذج مختلفة من حب النبي تكشف لك كيف يكون الحب الحقيقي

لماذا يخون بعض الرجال زوجاتهم؟ وما هي حقيقة مبرراتهم؟

ما هو اليقين الحقيقي؟ وكيف تعمل من أجله قبل أن يباغتك؟

الشيخ محمود علي البنا.. "صوت تحبه الملائكة"

بقلم | عاصم إسماعيل | السبت 20 يوليو 2024 - 01:18 م

في قرية "شبراباص" بمحافظة المنوفية، كان يسكن الحاج "علي البنا"، وكانت تعيش معه زوجته وطفلته الوحيدة "رتيبة"، يعيشان حالة من القلق المختلط بحزن صامت، إذ كان يمنيان نفسهما بأن يرزقهما الله الولد، فعلى مدار 4سنوات كانت الزوجة تضع مولودًا ذكرًا، وفي كل مرة كان يتوفى المولود فور ولادته.

وها أخيرًا قد رزقه الله بمولوده، وقد نذر الحاج "علي البنا"، مولوده الجديد الذي اختار له اسم "محمود" للقرآن، وربط النعمة لحظة تلقيها بالمنعم سبحانه وتعالى، ليعيد الفضل لصاحبه، ليوثق ارتباطه بخالقه في الفرح كما كان من قبل في الحزن، محاولاً أن يرسم لابنه طريقًا إلى الجنة مع أول أنفاسه في الحياة.

ومنذ ولادته، حدد له طريقه في الحياة لينبته نبتة طاهرة منذ ميلاده في 17 أغسطس 192، وألحقه بكتاب القرية وهو في سن الخامسة ليتعلم القرآن، وأتم حفظ القرآن كاملاً وعمره عشر سنوات، فكان أصغر من حفظ القرآن بالقرية، وألحقه والده بمعهد المنشاوي بطنطا ليتعلم علوم القرآن، وتعلم القراءات علي يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدي بطن.

بداياته 


واشتهر منذ صباه بتقليد كبار القراء أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وغيرهما.

وفي سرادق بمنطقة بولاق أبوالعلا، وكان قد غدا شابًا أتم التاسعة عشرة من عمره، جلس الشيخ البنا يستمع إلى تلاوة الشيخ محمد سلامة ومن بعده الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، وكلاهما نجم من نجوم التلاوة في ذلك الوقت عام 1946، وكانت مثل هذه السهرات والمناسبات في ذلك الوقت هي أكبر فرصة للناس ليستمتعوا فيها بتلاوة هؤلاء النجوم، فتعلم منهم إبداعات التلاوة.

وخصص معظم وقته ينتقل بين أحياء القاهرة للوصول إلي القراء الكبار في ذلك الزمن مثل الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت والشيخ طه الفشني والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفى إسماعيل وغيرهم.

دراسة المقامات الصوتية 


وعكف علي دراسة المقامات الموسيقية والتواشيح مع الشيخ درويش الحريري، وعندما عين صالح باشا حرب رئيسًا للمجلس الأعلى لجمعية الشبان المسلمين اختاره قارئًا للجمعية سنة 1947 قبل التحاقه بالإذاعة المصرية، ثم حصل على شهادة إجازة التجويد من الأزهر، وصادق أن استمع أحد كبار المسئولين بالإذاعة لصوته في مناسبة احتفال جمعية الشبان المسلمين بالعام الهجري فرشحه للالتحاق بالإذاعة المصرية.


واجتاز الشيخ البنا عدة اختبارات أمام لجنة القراءة بالإذاعة بجدارة فأجازته قارئًا بالإذاعة المصرية في 71ديسمبر 1948، ليصبح أصغر القراء سنًا في تاريخ الإذاعة، وكتبت عنه وقتها أقلام الصحافة أنه وصل للصفوف الأمامية بين قراء عصره بسرعة منقطعة النظير.

اقرأ أيضا:

كيف نحفظ القلب من الهوى؟

انضمامه إلى الإذاعة 


في عام 1948، كان أول لقاء بينه وبين المستمعين عبر الإذاعة فلم ينم تلك الليلة التي ظل يسأل نفسه فيها هل سيتحقق الحلم ويجلس أمام ميكروفون الإذاعة على الهواء مباشرة ليسمعه العالم كله كان لا يصدق نفسه، وظل قلقًا طوال الليل وقد ذهب إلى الإذاعة المصرية صبيحة تلك الليلة، وكان نفسه جيدًا وحالته الصحية على ما يرام وظل على هذه الحالة حتى قدمته الإذاعية صفية المهندس قائلة: "يتلو عليكم الشيخ محمود علي البنا ما يتيسر من آيات الله البينات من سورة يونس"، فارتعدت نبرات صوته وبعد أن بدأ بالاستعاذة شعر بقصر في نفسه ورهبة ورعشة في جسمه من الموقف وانتابته حالة من عدم القدرة على القراءة، فحجبت الإرسال عن المستمعين وهنأته قائلة له: "استمر يا شيخ محمود فصوتك ممتاز وبالفعل بدأ بالقراءة مرة أخرى إلى أن انتهى من التلاوة وسط تصفيق وتشجيع كل من حضر من العاملين بالأستديو في تلك اللحظات، فكان لذلك الأثر الطيب في استعادته ثقته بنفسه وتوكله على الله فكان التوفيق حليفه".

سجل القرآن كاملاً مجودًا ومرتلاً للإذاعة المصرية والإذاعات العربية والإسلامية، وكان قارئًا للسورة في مسجد عين الحياة بحدائق القبة من 1953 إلى 1956 وثلاث سنوات تالية في مسجد الرفاعي، وقارئًا للسورة بمسجد الأحمدي بطنطا ثلاثة وعشرين عامًا متتالية (1995 - 1982)، ثم قارئًا بمسجد الحسين الثلاث سنوات الأخيرة قبل رحيله في عام 1985.


قراءته بالحرمين والمسجد الأقصى


وكانت له العديد من الأسفار والرحلات الخارجية، فقرأ القرآن الكريم المسجد الأقصي بفلسطين، والمسجد الأموي بدمشق، والحرمين المكي والمدني بالسعودية، كذلك زار الجاليات الإسلامية في آسيا وأوروبا وأفريقيا منها الهند وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وألمانيا والنمسا، ودعي لتسجيل المصحف مرتلاً ومجوًدا في معظم البلاد العربية والإسلامية.

وكلفته وزارة الأوقاف المصرية عدة مرات بتمثيل مصر في مؤتمرات ولجان القرآن الكريم بالدول الأجنبية، حيث كان رئيسًا للجان الحكام في مسابقات القرآن الكريم في مثل هذه البلاد.

وحصل الشيخ البنا علي العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، وتسلم من الرئيس جمال عبدالناصر هدية تذكارية عبارة عن طبق من الفضة يحمل توقيعه في عام 1967.

أيضًا حصل علي ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984.


وقد فتح الشيخ البنا من قبل ملف ذكرياته السياحية الدينية في حديث إذاعي مسجل عن رحلته مع القرآن الكريم حاوره فيها الإذاعي عمر بطيشة، وقال فيه، إنه سافر إلى معظم الدول العربية، "فكنا ننزل في ضيافة القصور الرئاسية في العراق التي سافرت إليها في عهد الرئيس العراقي الأسبق عبدالسلام عارف، وكنا نقرأ في القصر الجمهوري قبل أذان المغرب وكنا نقوم بعمل بعض التسجيلات القرآنية لتحتفظ بها الدول المضيفة.

وسافرت إلى سوريا وقرأت بالمسجد الأموي هناك، وأكرمني الله بتلاوة القرآن الكريم بالمسجد الأقصي بفلسطين، عندما كنت في زيارة للمملكة الأردنية الهاشمية، وأتيحت لي وقتها فرصة لزيارة فلسطين وهناك دعيت للتلاوة بالمسجد الأقصى.

كما زرت الكويت والإمارات وليبيا وتونس والجزائر، وكان رمضان في كل البلاد العربية والإسلامية له صورة واحدة هي تلاوة القرآن والصلوات في المساجد وتوزيع الصدقات حسب عادات الشعوب في كل دولة".

وكان من المقرئين في عزاء والد الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بالإسكندرية، وقد أبدى الرئيس وقتها إعجابه بصوته في التلاوة المجودة في ليلة العزاء، وطلب منه أن يستمع إلى صوته في تلاوة مرتلة، فبادر على الفور بتلاوة ما تيسر من سورة الإسراء.."وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"، حتى آخر السورة، وأبدى الرئيس استحسانه لصوت الشيخ البنا في ترتيل القرآن، وطلب من الإذاعة أن تقوم بتسجيل المصحف المرتل له مع كبار القراء.

وداع يليق به 


وفي صباح يوم 20 يوليو 1985 خرجت قرية "شبراباص" كلها كبارها وصغارها، رجالها ونساءها وأطفالها لوداع الشيخ البنا الوداع الأخير الذي شهدت في وداعه أكبر وأفخم جنازة يمكن أن تشاهدها القرية في تاريخها كله.

وكان الشيخ البنا وضع قبل رحيله لبنة المجمع الإسلامي في بلدته شبراباص (مسجد، دار لتحفيظ القرآن، مكتبة إسلامية، مصلى للسيدات)، وكرمه أبناؤه بعد رحيله باستكمال مشروعه الخيري وإطلاق اسم على المسجد، وإن كان الشيخ قد رحل وفي نيته حسب نصيحة الشيخ الشعراوي أن يطلق على مسجده اسم "مسجد الرحمة".

وسجل أبناء الشيخ رحلة حياته في كتاب بعنوان: "محمود علي البنا صوت تحبه الملائكة"، وقام المهندس شفيق محمود البنا بجمع التراث القرآني للشيخ في مكتبة قرآنية كبيرة ضمت أندر التسجيلات بصوته في مراحل عمره المختلفة.
ومنح الرئيس الأسبق حسني مبارك اسم الشيخ محمود علي البنا بعد رحيله وسام الامتياز في العلوم والفنون سنة 1990.

الكلمات المفتاحية

الشيخ محمود علي البنا مشاهير القراء قراء مصر قراء القرآن الكريم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled في قرية "شبراباص" بمحافظة المنوفية، كان يسكن الحاج "علي البنا"، وكانت تعيش معه زوجته وطفلته الوحيدة "رتيبة"، يعيشان حالة من القلق المختلط بحزن صامت، إ