ليس شرطًا أن ما يقع عليك ما تكره ان يكون عقابا لك بل قد يكون ابتلاء بصبرك عليك ترتفع درجتك وتكفر سيئاتك.
معلوم شرعا ان الابتلاء يقع على من يحبه الله فإذا أحب الله عبد ابتلاه قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. رواه الترمذي وحسنه.
من صور الابتلاء:
والابتلاء له صور كثيرة أشهرها قلة الرزق والابتلاء بفقد الأحباب والمرض والضيق في الصدر وغيرها وكل هذا إن استوعبه العبد وخرج منه برضا كان له به أجرا عظيما ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره.
الابتلاء امتحان من الله لك:
فالابتلاء إذا هو امتحان واختبار من الله لعبده ليميز الخبيث من الطيب فما أصابك ربما كان بلاء وامتحانا من الله، وربما كان حسدا، وربما كان غير ذلك، فلا يمكننا الجزم بحقيقة الحال؛ إذ ذلك من الغيب.
ولكن عليك بكل حال أن تجتهد في طاعة ربك -تبارك وتعالى- وأن تأخذ بأسباب النجاح في مشاريعك من عمل دراسة جدوى مناسبة، واستشارة ذوي الرأي وأهل الخبرة، واستئجار المأمونين وذوي الدين وهكذا.
كيف أتعامل مع الابتلاء؟
وافضل طريقة للتعامل مع الابتلاء الاجتهاد في الدعاء وتكثر منه، وتسأل الله من فضله العظيم، فإن خشيت حسدا، فارق نفسك وأهلك بالرقى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر من حمده وشكره على نعمته، سبحانه.
وعليك إجمالا بالصبر على ما يصيبك من ضر، واعلم أنه تقدير من حكيم عليم، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.