الإعجاز اللغوي بالقرآن الكريم باب واسع اتكلم فيه الكثير من العلماء الذين ما يزالون يقطفون نم أزهار هذا الكتاب العظيم وتعرفون على اسراره اللغوية والبلاغية التي تظهر معاني جديدة وهذا من إعجاز القرآن لأنه لا يزال يعطي في كل عصر حتى قيام الساعة.
وفي هذه السطور نقف وقفة متأنية مع آية واحدة من كتاب الله من سورة الإخلاص وهي قوله تعالى: "قل هو الله أحد".. والسؤال الذي طرا على أذهان الكثيرين ربما ممن يقرأون القرآن هل هناك فرق بين كلمة " أحد" وكلمة " واحد" أو بمعنى آخر .. لماذا قال الله تعالى : " قل هو الله أحد "، ولم يقل قل هو الله واحد؟! ما الفرق بين واحد، وأحد؟
ومن الأجوبة التي ذكرها العلماء في بيان الفرق بين "واحد" و"أحد" في الآية الكريمة ما يلي:
١- (واحد) مفتتح العدد، فتقول: واحد، اثنان، ثلاثة…
أما (أحد) فمنقطع العدد، ف(أحدٌ) ليس له ثانٍ.
٢- (واحد) له مؤنث، فتقول: واحدة.
أما (أحد) فلا يؤنث، وهذا مقام تشريف.
٣- (واحد) يأتي وصفاً لأي شيء، فتقول: رجلٌ واحد، وكتابٌ واحد.
أما (أحد) فاختص به الله وحده، فتقول: (الله أحد) ولا تقول الرجل أحد.
٤- (واحد) يتجزأ وينقسم إلى أبعاض، فالواحد يتجزأ إلى أرباع وأثلاث.
أما (أحد) فلا يتجزأ ولا يتبعض، فأحد يعني الوحدة.
٥- (واحد) لا يفيد النفي المطلق، فعندما تقول: ما قتلت واحداً، تحتمل أنك قتلت اثنين أو ثلاث، فالنفي ب(واحد) لا يبرؤك.
أما (أحد) فتفيد النفي القاطع، فعندما تقول: ما قتلت أحداً (البراءة).
٦- (واحد) تستخدم للعاقل وغير العاقل، تقول رجل واحد، وجمل واحد.
أما (أحد) فلا تستخدم إلا للعاقل. وهذا مقام تشريف…
٧- (واحد) صيغة اسم فاعل، أما (أحد) صيغتها صفه مشبهة - والصفه المشبهة أقوى من اسم الفاعل.
(قل هو الله أحد، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحــــــــد.)
فما أعظم كتاب الله .. وما أدق أسراره.