مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أتفهم أنك بين نارين، احدهما عدم الاغتراب والبقاء مع أولادك والمعاناة اقتصاديًا، والأخرى الرغد الاقتصادي ومعاناة الاغتراب والوحدة والبعد عن الأولاد والجفاء معهم، وبحسب الدكتورة غادة الخولي أستاذ الطب النفسي يمكنك التغلب على مشكلتك كالتالي، تقول :
لابد أن تفعل هذه الأمور أثناء فترة السفر والغربة والبعد عن الأولاد:
1. تواصل بصري و سمعي يوميًا عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة .
2. الكلام فيها يكون عام، ليس في صورة أسئلة و كأنه تحقيق، عملته إيه أو رحت فين! و لكن المتابعة كأب متفق عليها بينكم .
3. السمع أهم من الكلام، حتي لو بقينا في صمت لفترة .
4. تتكلم عن نفسك و مواقف حصلت معك حلوة و بايخة وكذلك أطفالك حسب عمر كل طفل لديك .
5. نبتعد عن الكلام في المادة بشكل مباشر و لو طلب أولادك حاجة مادية، فكر دائمًا معه بصوت عال، و لو أردت الرفض فلا تفعل مباشرة، ولكن استخدم طريقة نعم-لا، فمثلًا تقول حاضر و لكن هذا ممكن يكون الآن خارج الخصم وسأحضره في الخصم الذي يبدأ في شهر كذا .
بعد عودتك من السفر ووجودك مع أولادك:
1. توقع إن أولادك غير متعودين عليك، وأن روتين حياتهم يسير من دونك، و تفصل هذا التوقع من بند الغلاوة و الحب و تبتعد عن "القمص" .
2. توقع الشيء نفسه مع الأم، الزوجة، و تحدث معها بدون نقد، و لوم، و "لا يصعب عليك نفسك"، بسبب هذا الوضع، وبدلًا من هذا تحدث معها، وقل لها أنك تريد أن تكون متفاعل، و فعال ، واجعلها هي من تقول لك من أين تبدأ فهي من تعيش مع الأولاد وتدير الحياة منذ زمن أثناء سفرك.
3. اعترف بهذا التوقع مع أولادك من دون نقد و لا لوم، يعني قل لهم بالاتفاق مع أمهم " أنا مكنتش موجود و دلوقتي رجعت و عايز أكون معكم بجد"، واتركهم هم يختاروا لأنهم محرومين من وجود أب بتصور معين لن هتعرفه وحدك، وليس صحيًا أن تستنتجه أنت، لإن الاستنتاج يجعلك تبذل مجهود لا يرونه، فتشعر بعدم التقدير.
4. ابدأ تغير روتين حياتك التي كنت فيها وحدك بالتدريج، بأن تحصر عاداتك الوحدوية، وتحاول تقليصها تدريجيًا، واستبدالها بالتفاعلية حسب اختياراتهم (الزوجة و الأولاد) لأن تفاعلهم هذا سيعوض لديك مرارة طعم الخروج من منطقة الراحة التي تعودت عليها .
5. خد وقتك و لا تستعجل النتائج، و توقع المقاومة لأنهم هم أيضًا "أولادك وأمهم" أصبح لديهم منطقة راحة تعودوا عليها منذ سفرك، و ليس سهلًا تغييرها.