مرحبًا بك يا عزيزتي..
لن أتحدث معك عن الحلال والحرام فهو معروف ومكان السؤال عنه في الفتاوى الشرعية وليس الاستشارات النفسية/الاجتماعية.
هو بالطبع طلب لا يبشر بخير!
فطلب سلوك مثل هذا في غير وقته ولا محله هو مؤشر اضطراب نفسي/جنسي، ربما هو يشاهد الإباحيات بكثرة لدرجة ركزت عنده صورة التواصل مع الجنس الآخر على أنها العلاقة الجنسية وأولها التقبيل، أو ربما هو شخص "شكاك" ويريد أن يتأكد من أنك "فتاة سهلة ورخيصة" أم لا وفقًا لتصوراته عن الفتاة السهلة أو الصعبة التي تمنح القبل بسهولة أو لا ومن ثم إما يفسخ خطوبته أو يستمر ويتزوجك بسبب مشاعره أو اعجابه بالقبلة مع بقاء الشك فيك، وهذا هو العذاب بعينه أن تتزوجي شخصًا "شكاكًا"، وربما هو يريد أن يثبت لنفسه أنه "ذكر" ويمكن استثارته ولا يعاني من برود جنسي مثلًا، بمعنى أنه يريد أن يطمئن على نفسه، وأحيانًا يداري بعض الذكور على نقائصهم الجنسية كسرعة القذف أو ضعف الانتصاب بهذه الطريقة!
وهناك احتمال ضعيف أن يكون شابًا ساذجًا وغشيمًا، وهذا بلاشك أيضًا لديه مشكلة في التواصل ومعنى العلاقة مما يؤهله للدخول في مشكلات بهذا الخصوص بعد الزواج إن لم يتعلم، ويتغير.
وهناك احتمال خطير وأخير وهو أن يكون هذا الشاب من نوعية الصيّاد، المتعدد العلاقات، وهذا بالطبع مضطرب نفسيًا يحتاج إلى العلاج، الذي يحصل من هذه قبلة، وهذه لمسة، إلخ ثم يفتعل أي مشكلة لفسخ الخطوبة، لا لشيء سوى أن يتنقل بين هذه وتلك، وينل من هنا وهناك، ويتذوق بلا مسئولية ولا جدية، غير عابيء بكسر قلب أو خدش حياء.
لذا، مهما تكن مشاعرك، لا تجعليها تقود العلاقة وموقفك من طلبه، ومهما يبدو لكن من صفات جيدة فيه، هذا الطلب مؤشر يمحي كل هذه الصفات المغرية.
واجهيه بأن رفضك محسوم مهما تكن النتائج، وعندها سيكون رد فعله ما يوضح حقيقته، إما متلاعب ومتعدد علاقات، أو مدمن اباحيات، وسينفذ تهديده، وبالطبع فسخ خطوبتك من شخص هكذا هو خير لك، أو سيغير من نفسه، ويعدل عما يفعل، وعندها يمكنك اطالة فترة الخطوبة للتمكن من التعرف على "حقيقة" شخصيته قدر المستطاع قبل الشروع في اتمام الزواج، فـ"متدين وكريم وحبوب" ليست سمات قاطعة، وواضحة، ومؤهلة للاطمئنان له كزوج.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.